إصلاح القضاء وسبل تطويره

إصلاح القضاء وسبل تطويره

المحامي محمَّـد عقـاد
عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين

أيها الإخوة ..أيتها الأخوات ..
في كل اجتماع لنا ، يتعرض أخ أو أكثر ، وأنا منهم ، لموضوع القضاء ..
فلماذا القضاء نبحثه في كل مرة ؟!! بالتأكيد لأن هذه المؤسسة هي على ألسن الناس
في كل يوم وفي كل حين .. في البيت والشارع ، وفي أي مكان من أمكنة العمل .
وإذا كنا نوجِّه أيةَ رسالةٍ إلى السادة القضاة .. فإننا نقول لهم : من حَمَل رسالة
الحق والعدل ، تحمَّل في سبيلها كلَّ عسير ،وهان عليه كلَّ صعب .. ومن هنا كنا دائماً نطلب الترفُّعَ والسموَّ والنزاهةَ والقدسيةَ في سلوكهم وفعلهم وعملهم .
لأنهم ولأننا نعلم ، أن ما يوجبُه منصبُ القضاء من الأعباء ، لا يقْدِرُ عليها ،
في هذا الزمن ، إلاَّ من تخلَّق بخلق الأنبياء ، وهم ليسوا بأنبياء .. فالكثير من الناس
لا يرجون من القاضي إلاّ أن يكون مطية لرغباتهم . فإن لم يستجب لما طلبوه ،
نعتوه بالشدة والغلظة ، وإن أجابهم في غير طاعة الله ، خان أمانة القضاء وأهدر القانون
وداس الواجب.
أيها الإخوة والأخوات..
إن رسالة القضاء ، أمانةُ الله في أعناقنا، لكي نؤدي رسالةَ الحق والعدل . فهناءُ الإنسان واستقراره واطمئنانه على نفسه وماله وعرضه ومستقبله ، مرهون بأداء القاضي لواجبه بإعطاء كلِّ ذي حق حقه ، وليس غير الحق . دون أن يُحْرِفه عن ذلك نفاقٌ أو مالٌ
أو جاهٌ أو نفوذٌ أو وسيط.
إذن كيف نحميه؟! وكيف نرتقي بمؤسسة القضاء إلى نُبْلِ وسموِّ رسالة
الحق والعدل ؟!..
وطالما نحن أمام رسالةٍ ، لا أجلَّ ولا أعظمَ ولا أهمَّ ولا أخطر.. فإن الواجب يدعونا ،
كأحزاب ومسؤولين ، إلى أن نحرص على نقاء هذه المؤسسة وكافة العاملين فيها .
وهذا يتطلَّبُ منَّا أن تكون مؤسسة القضاء في موضع القلب من الجسد ،
لأن فيها حياةٌ لأولي الألباب ..
وبالتالي ، فإن البحث في أمر القضاء ليس أقلَّ شأناً من أيِّ بحثٍ آخر يتعلق بحياة الناس، سواءٌ أكان اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً أو تربوياً يَعْقِدُ له المختصون (مؤتمراً)
تِلوَ المؤتمر لبحث معوقاته وسبل تطويره.
لهذا.. وللأسباب الموجبة التي اختزلتها ، فإننا ندعو إلى عقد ( مؤتمر دوري)
كل (أربع سنوات) على غرار مؤتمر المحامين العرب ، تُعِدُّ له وزارة العدل بالتعاون مع نقابة المحامين، تحت عنوان : (الرقي بالقضاء لتحقيق رسالة الحق والعدل)
تُقدَّم فيه الدراساتُ والأبحاثُ حول المعوقات وسبل التطوير والتحديث في أداء القضاء ، علماً وتشريعاً وسلوكاً ، ويكون له أمانةٌ عامةٌ دائمة ، وسكرتاريةٌ ، ولجان متابعة . . ويدعى إليه كافة المعنيين في سورية من قضاة ومحامين وأساتذة جامعات وباحثين ، ويشارك فيه ممثِّلون عن مجلس الشعب والفعاليات الاقتصادية والنقابات العلمية ،
وبعضُ القضاة ورؤساءِ المحاكمِ من الدول العربية والأجنبية لتبادل المعلومةِ والمعرفةِ والخبرةِ القضائية.
وأسارع القول بأن تكون نفقات هذا المؤتمر من موازنات كافة وزارات الدولة ومؤسساتها والهيئات النقابية والعلمية والفعاليات الاقتصادية لأنه مؤتمر الوطن والمواطن .

والسلام عليكم ورحمة الله

المحامي محمـد عقـاد
عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين
من فرع نقابة المحامين بحلب


نقله للمنتدى المحامي علي