المسؤولية التقصيرية للأطباء
[align=justify]
المحامية : شادن خربوطلي
عندما يقتل شخص ما بطريق الخطأ أويصدم أحدهم بسيارة ما بطريق الخطأ فإن الدنيا تقوم ولا تقعد ، فلماذا لايطبق الأمرعلى الطبيب الذي يستهتر بحياة مريضه ويعامله كأنه أداة مادية ...
قطعة قماش يقصويحيك ويصف الدواء غير المناسب ويبدله إذا لم يجد نفعاً دون ضابط أو رادع ، علماًأن عمل الطبيب هو من أسمى الأعمال فالأطباء ملائكة الرحمن على الأرض لكن للأسف قدحول بعضهم إلى جزارين همهم الأول والأخير هو المادة التي تحولت إلى علم من أعلامالبعض وتناسوا أنهم يتعاملون مع أسمى وخير من كرمه الله واصطفاه من المخلوقات علىوجه الأرض ... لذلك رغبت وعن تجربة شخصية تسليط الضوء على هذا الجانب والتأكيد علىضرورة المساءلة والحساب الصارم لمثل هذه الأخطاء التي هي في كثير من الأحيان ترقىلمرتبة العمد ، وقد نص قانون العقوبات السوري في المادة /189/ على الجرم غيرالمقصود واعتبره خطأ معاقباً عليه قانوناً (إذا نجم الفعل الضار عن الإهمال أو قلةالاحتراز أو عدم مراعاة الشرائع والأنظمة فالخطأ في نظر المشرع السوري يقع فيحالتين :
الأولى : إذا لميتوقع الفاعل نتيجة فعله الخاطئ وكان في استطاعته أو من واجبه أن يتوقعها .
والثانية : إذاتوقع النتيجة فحسب أن بإمكانه اجتنابها .
نحن نعرف أنالتزام الطبيب التزام بعناية وليس بغاية إذا كان الشافي هو الله هذه العناية تقضيمنه أن يبذل لمريضه جهوداً صادقة يقظة تتفق في غير الظروف التي أحاطت بالطبيبالمسؤول لا بل يجب أن يسأل عن خطئه العادي أياً كانت جسامته ، وقد عاقب القانون فيكل تشريعات العالم على من تسبب بخطئه في موت شخص وتكون العقوبة بالحبس لمدة لاتقلعن عام والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين ، لكن للأسف هذا القانون يطبق على أمثالسائق سيارة مسكين دهس خطأً أحدهم فهذا يسجن ويضع مافوقه وماتحته وربما لم يكن هناكأي خطأ من جانبه والأمثلة كثيرة ومتعددة .
صحيح أن الطبيبلابد له من فسحة من الحرية حتى يتمكن من القيام بعمله لكن هناك ضوابط كثيرة لابد لهمن مراعاتها أولها أن يكون مرخص له بمزاولة اختصاص معين ، وكذلك لابد من دراسة وضعالمريض بدقة عمره ... وزنه ... إجراء كافة الفحوص والتحاليل أو الصور اللازمة وبدقةشديدة ولاسيما إن كان جراحاً إذ هنا يقتضي منه الوضع تهيئة المريض للعمل الجراحيوإذا كان هذا العمل قد يودي بحياة المريض أكثر من شفائه فلابد أن يعزف عن الموضوع ،وكثيرة هي الشروط والضوابط التي يخرج عنها الطبيب إذ أن المادة أصبحت الضابط الوحيدلبعضهم ، سيما أنه لايوجد قانون خاص يحاسبهم وحتى لو فتح تحقيق أو أقيمت دعوى أمامالقضاء بشق الأنفس طبعاً فإن اللجنة الطبية ستتعاطف مع زميلها لربما وقعت هي بنفسالخطأ يوماً ما ، ويواسيك القاضي واللجنة بكلمة (الله يرحمه وعند الله لايضيعشيئاً) لذلك أتمنى من كل شخص وقع ضحية طبيب مستهتر ، أن يتقدم بإدعاء أمام القضاءلربما هذا الأخير يستشعر أن هناك خطراً محدقاً هو طاعون الأخطاء الطبية ويعاقب كلمن أخطأ أو أهمل بحياة الناس فلربما انزال العقوبة على بعضهم يجدي ويوقظ الضمير عندالآخرين .
[/align]