منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى المحاماة > أدبيات وقوانين مهنة المحاماة

أدبيات وقوانين مهنة المحاماة المحاماة هي المهنة الوحيدة التي قامت بالأساس وتقوم على مجموعة من الأدبيات والأخلاقيات والأعراف والتقاليد وكانت هي الدعامة التي بنيت عليها قوانين تنظيم المهنة. في هذا القسم نحيي ونناقش أدبيات المهنة وأصولها وقوانينها.

إضافة رد
المشاهدات 3847 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-2007, 12:47 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أمير تريسي
عضو جديد مشارك
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أمير تريسي غير متواجد حالياً


افتراضي لسان الحق

[align=justify]لســـان الحق
المحاماة :
نجدة و حمية وعزة قومية و كرامة وطنية . إنها الحق ناطقاً مشعاً يضيء طريق الفرد و المجتمع والوطن والأمة 0
فاعتدوا بنوركم أيها المحامون ولا تطفئوه و تمسكــوا باســــتقلال الفكر ولا تضيعوه وإذا تعاونت الظلمات والمظالم على ضعيف فأنجدوه فإن فعلتم 0فنعم المحامون أنتم ونعمت المحاماة بكم .
* إلى روح أبي المرحوم المحامي الأستاذ إبراهيم تريسي اهدي هذه الكلمات *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

تعريف المحاماة:
(1) في اللغـــــة:
هـي الدفاع 0 وحامى معناها دافع 0
وحامى عنه : محاماة 0 أو حماء" ــــ دافع ــــ
و جاء في المعجم الوسيط:
ــ حمى حميا و حماية : منعه و دفع عنه ــ و يقال حماه من الشيء
ــ حامى عنه محاماة . و حماء : دافع . وحامى على ضيفه : احتفل به
ــ (( المحمي )) : الأسد .
ـــ (( المحامي )) : في القضاء : المدافع عن أحد الخصمين .

(2) فــــي الفقه:
لا يعتبر المحامون من الموظفين العامين فهم مسـاعدون قضائيون من نوع خاص تـــنحـصر وظائفهم بمسـاعدة المتقاضين وذلك بإعطائهم الاسـتشـارات القانونية والدفاع عنهم أمام المحاكم عن طريق الوكالة أو التكليف القضائي .
وقد قيل في تعريف المحاماة بأنها :
((هي مهنة معاونة القضاء في إحقاق الحق ))
(3) فـــــــي القانون :
في حين ســــــكت القانون رقم : \51\1952\م عن تعريف المحاماة 0 سـائرا" على ذات النهج الذي ســـلكه قانون وكلاء الدعاوى العثماني المؤرخ في \16\ذي الحجة \1392\هجرية ومن بعده القانون رقم \2117\بتاريخ \2\ حزيران \1930\ 0
فقد عرفت المادة رقم \1\ من القانون رقم \14\ 1970 \ المحاماة بأنها :
((المحاماة مهنة حرة تؤدي خدمة عامة ينظمها هذا القانون ))
كما عرفتها المادة \1\ من القانون رقم \39\ 1981\ بأنها :
((المحاماة مهنة علمية حرة مهمتها التعاون مع القضاء على تحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الموكلين وفق أحكام هذا القانون ))
من ذلك نرى بأن المحامي 0هولســــان الحق المدافع عن أمته ووطنه وشـعبه 0 وهو الوكيل القوي الأمين لقضايا أمته و وطنه و موكله0
المحاماة في جوهرها : نجدة وحمية 0 وعزة قومية 0وكرامة وطنية 0 إنها الحق ناطقا" مشـــعا" يضيء للأفراد وللشـــــعب معا"0
هي رســـالة ســــامية :
رســالة النجدة 0 نجدة الضعيف والمظلوم وصاحب الحق المهضوم 0وليس بين المهن أجل وأعلى منها وليس بينها ما يســمو أو يعلو عليها 0فهي الوســيلة لإسعاد الخلق ورفع مســـتوى المجتمع وهي طريق نشــر الســلام في الوطن والكون 0
هي عريقة :
عراقة القضاء وقديمة قدم الحق يندمج فيها الســـعي الدؤوب لإحقاق الحق وإقامة العدل وأداء الواجب 0
وهي فن إبراز العلم والفقه و المنطق بالصورة الواضحة والجلية 0 التي تنســاب إلى فكر القاضي وعقله0
وهي مشــعل النور الذي ينير ظلمات الجهل و هي طريق الحق 0 الذي هو أمنية الشــعوب الراقية و هدفها 0فهي في جوهرها تمثل حالة حضارية تعبر عن رقي الشعوب و مدى تطورها و ازدهارها فهي مرآة المجتمع تعكس كل صوره . الاجتماعية منها والاقتصادية و الثقافية فالمحامون هم نبراس المجتمع و فرسان الثورة و مشاعل الثقافة و رواد الفكر و السياسة
هي رســالة:
وأشــرف ما في هذه الرســالة الدفاع ليس الدفاع عن المظلوم فقط بل الدفاع عن الوطن والدفاع عن الفكر 0 والعدل ورفع الظلم عن كل فرد أو جماعة أو شــعب 0
وأخيرا" المحاماة صناعة : ترتكز على حرية القول وحرية العمل واســتقلال العامل الذي يطالب باســم القانون ويناقش باســم الحق ويتمثل قيمه ويدافع باسم العدالة ويتمثل قيمها 0
المحاماة عبر الزمن :
عرفت المحاماة لدى الشــعوب القديمة :
الســومريون ــ الكلدان ــ الرومان ـــ الفرس ــ اليونان 0
وكان لها قوانين وتنظيمات خاصة ففي روما مثلا" صدر الكثير من التشــريعات و الإجراءات لتنظيم مهنة المحاماة 0فكانويحرمون على العبيد والنســاء الاشــتغال بالمحاماة 0
كما كانوا يحرمونها على كل((معيب خلق )) "وكان معيبا" بالخلق كل من يتخلى عن الدفاع عن وطنه وذلك الذي لا يحترم والديه وذلك الذي يشــاهده الناس في مكان من أمكنة الفجور و كان لابد عندهم من شــهادة ومن امتحان لكل من يريد أن يصبح محاميا" 0 وكان العدد محدوداً " فلا يقبل أحد في المحاماة إلا إن خلا محل 0
وقد نشــأت مهنة المحاماة بين طبقة الكهان والنبلاء والتجار حيث كان رجا ل الدين عند الســومريون هم المحامون.
ومن أشــــهر المحامين في التاريخ هم شــيشــرون وبانيان الحمصي و ســعد زغلول و مصطفى كامل وفارس الخوري و محمد فريد وغاندي وماكســـيمليان ودانتون و مولييه 0
كل هؤلاء دافعوا ليس عن المظلومين فقط وإنما عن الأمة والثورة 0 فأعظم رجال الثورة الفرنســـية من المحامين ، وكذلك الثورة المصرية والهندية والســـــورية 0
حيث كان فارس الخوري يســـكت الجميع عندما يدافع عن بلده في الأمم المتحدة 0
وعندما قاطع القاضي العســكري الفرنســي المحامي الأســتاذ فتح الله الصقال حين كان يدافع عن قائد ثورة الشــمال في ســـورية المناضل " إبراهيم هنانو " طالبا منه الاقتضاب في الدفاع كون وقت المحكمة ثمين ، أجابه و بكل رباطة جأش :
(( إن عنق موكلي أثمن من وقت المحكمة )).
ولم يكن المشــرعون جميعهم يحبون المحاماة والمحامي ، وكان أشــد خصوم المحامين ومهنتهم نابليون الأول الذي ســعى بشــكل كبير من أجل تـقـيـيـد حرية المحامين والســيطرة عليهم ، وكانت أمنيته قطع لسـان كل محامي0
و الجدير ذكره أن العرب لم يعرفوا المحاماة بالشــكل الذي عرفتها به بقية الأمم ، وإن كان نظام التوكيل في العشــيرة أو القبيلة عرفيا" تنظمه الأعراف حيث يختار المتخاصمون وكلائهم أمام شــيخ العشـــيرة إلا أن هذا النظام لا يرقى إلى مفهوم المحاماة بالشـكل الذي عرفته بقية الشعوب .
المحاماة في الفكر الصهيوني
عرف اليهود المحامين منذ زمن السيد المسيح حيث يشير الكتاب المقدس إلى أن المحامين كانوا معروفين في زمن السيد المسيح في فلسطين حيث استعان اليهود بالمحامي (( ترنلس )) وذلك في عرض دعواهم ضد بولس الرسول \\ أعمال الرسل ــ 24\1\\.
غير أنه و خلافا للنظرة العامة و الهدف الأساسي الذي من أجله طورت الشعوب مهنة المحاماة و الذي به علت و سمت هذه المهنة عبر تاريخها الطويل ، و خلافا للنظرة الإنسانية التي طورت عمل المحامي و قدسته و أحاطته بضوابط و عادات كريمة ونبيلة و التي استطاعت عبر التاريخ أن تخفي بل أن تلغي ــ و عند غالبية المشتغلين بالمحاماة ــ كثيرا من ميول النفس السيئة و أن تعطل تعطيلا شبه كامل الكثير من أثر الأنا في ذات المحامي.
فان حكماء صهيون و كهنتهم ورؤساء مجالسهم و جمعياتهم و مؤسساتهم و من سموهم أنبياءهم الجدد \\ مثل سباتي سيف و روزفلت و بوش الابن \\ و بما عرف عن هؤلاء الحكماء من حقد واحتقار و نقمة على العالم أجمع.
فقد تكشفت فطنتهم الخبيثة إلى ما يمكن أن تنطوي عليه النفس البشرية من خسة و قسوة و لؤم.
فعملوا (( و هم على ذلك قائمون )) على استغلال النزعات الشريرة العارمة في النفس البشرية ، و على هتك كل الملابس التي نسجتها الحضارات الإنسانية الخالدة لتجمل بها عيوب البشر وسوء أعمالهم وتلطف بها من حدة نزعاتها و تتسامى من خلالها إلى أفق مهذب و راق.
من هذا المنطلق فقد تغلل اليهود في صفوف المحامين وسعوا للسيطرة على هذه المهنة ، و عملوا على هتك و تدمير كل القيم و الضوابط التي أشرنا إليها.
و ذلك عن طريق وضع الخطط و نشر الأفكار الهدامة بين المحامين الذين يمثلون طليعة المثقفين والثوريين و كان ذلك بشكل خاص في الدول الأوربية في فترة ما يعرف بعصر النهضة (( و هو في الحقيقة بداية عصر السيطرة اليهودية )).
و النظرة اليهودية الصهيونية لهذه المهنة (( و غيرها من المهن )) هي نظرة عنصرية مبرمجة ، تقوم على سياسة موحدة يتبناها الفكر اليهودي بكافة مؤسساته وغايتها إفساد الشعوب الحرة والانتقام منها و ذلك عن طريق تجييش المحامين والقضاة و المهتمين بحقوق الإنسان لخدمة المصالح و الأهداف اليهودية في هذه البلاد و هذا مؤيد بالأحداث والمواقف الآتية:
(1) ــ عندما بدأ الأمير فيرديناند بحملته الشهيرة على اليهود و خيّرهم بين الجلاء عن إسبانيا دون مال أو متاع . و بين البقاء فيها بشرط التخلي عن دينهم و اعتناق النصرانية,
عندها هالهم الأمر (( باعتبارهم أغنى أهل إسبانيا )) لذلك فقد قرروا استشارة الرئيس الأعلى للمجلس الكهنوتي والذي نقتطف من رده ما يفيد بحثنا:
(( ..... و لكي تتمكنوا من الثأر في المستقبل من الذين يعتدون عليكم علموا بعض أولادكم مهنة الطب ليثأروا لكم من هؤلاء الأوباش بقتلهم دون أن يشعر أحد بما تفعلونه
و انتقاما لما أصاب معابدكم على يد النصارى ادخلوا بعض أولادكم في مدارس الكهنوت المسيحي ليتعلموا فيها و يتخرجوا كهنة ورهبانا ليضللوا النصارى و يخرجوهم من عقائدهم و ليتمكنوا من تدنيس كنائسهم بكل حرية و أمان
و لكي تردوا للنصارى ما يلحقونه بكم من الإهانة علموا أولادكم القانون حتى يصبحوا حكاما . لهم الحق بأن يقضوا بين النصارى بما يسمح لهم بإهانتهم عند الحاجة وليردوا لهم الصاع صاعين و من ثم يتوصل أولادكم إلى مراتب الحكم و السيطرة ..... ))
وانه من الجدير القول في هذا المقام بأن : (( و في بداية ما يسمى بالثورة الفرنسية )) فإن بعض الإحصاءات هناك قد أشارت إلى أن نسبة اليهود في مختلف المهن المحترمة مثل الطب والمحاماة والهندسة مرتفعة و هي تعادل 60% من مجموع الأخصائيين في فرنسا و حدها :
(2) ــ و في بروتوكلات حكماء صهيون يرى هؤلاء أن :
(( احتراف القانون يجعل الناس يشبّون باردين . قساة . عنيدين . و أن امتهانهم للقانون يجردهم من كل مبادئهم و يحملهم على أن ينظروا إلى الحياة نظرة غير إنسانية بل قانونية محضة .....
..... و إنهم (( أي المحامين )) صاروا معتادين أن يروا الوقائع ظاهرة من وجهة النظر إلى ما يمكن كسبه من الدفاع . لا . من وجهة النظر إلى الأثر الذي يمكن أن يكون لمثل هذا في السعادة العامة . ...
..... إنه : لا محامي يرفض الدفاع عن أية قضية .
إنه : سيحاول الحصول على البراءة بكل الأثمان بالتمسك بالنقط الإحتيالية الصغيرة في التشريع و بهذه الوسائل سيفسد ذمة المحكمة ....
جناحان للعدالة
يطير بهما الحق أم يعلو و يعم : ؟ !
قال سعد زغلول : (( للقضاء علينا حق الاحترام و لكن للمحامي على القاضي واجب الاعتبار ))
وقال كذلك : (( يجب على المحامي أن يهب نفسه و ما أتاه الله من الهبات و ما أودع فيه من عظيم الملكات إلى خير وطنه . و عليه الانكباب على درس القانون ليبين للناس ما اختلفوا فيه وأن يرى السعادة في مد يد العون و المساعدة إلى الفقراء . لا في طلب إعجاب الأمراء و التقرب من الحكام والكبراء )).
و لابد لاستقرار الحق وعلوه من أن يكون القاضي طبيبا اجتماعيا تقوم مهمته على تهذيب النفوس وإصلاح ما بها من عوج . وفي سبيل ذلك يجب أن يعنى القاضي بدراسة الطبيعة البشرية دراسة علمية دقيقة و منظمة . وأن يكون همه محاكمة المجرم و ليس الجريمة . و هذا يفرض عليه البحث عن شخصية المتهم و العوامل النفسية التي دفعته إلى التورط في الجريمة .
و إذا كان على القاضي أن لا يسيطر عليه الإحساس بالكراهية أو التعاطف مع الفئة التي ينتمي إليها المتهم . وألا يحكم بين الناس بدافع الشعور بالتهيب و المجاملة لشخصيات معينة (( سواء كانت ذات نفوذ أو سطوة . أو جاه )) و أن لا يكون للمحاباة أثر في قضائه .
وإذا كانت آفة الآفات عند القاضي هي الاستسلام لفكرة مكونة مسبقا عن الدعوى .(( أسبغها له قريب أو صديق أو حبيب أو متنفذ ... )) تبعده عن واجب الغوص في أعماق الدعوى وتبعده عن التحري و التقصي و السعي الصادق و النزيه إلى إظهار الحقيقة و إحقاق الحق :
فما هي آفة الآفات عند المحامي ...؟

( إن خير من استأجرت القوي الأميـــــــن )) ( صدق الله العظيم )

إن المحامي كاشف للحقيقة بمقدار إعلانها من قبل القاضي و إذا كانت رسالة القضاء هي إقامة العدل بين الناس فيما يتعلق بحياتهم و أموالهم و أحوالهم الشخصية ، فان رسالة المحاماة هي إرساء العدالة و دعم بنيانها و توطيد الحق في نفوس الناس و مناصرة الحق بينهم و العمل على إعلاء كلمته.
و قد كرست أغلبية التشريعات هذا الدور بالنص على وجوب الاستعانة بالمحامي في القضايا المركبة (( دون البسيطة منها )) و منطلق ذلك وجوهره . هو الدور الذي يجب على المحامي تأديته في عمله في مثل هذه الدعاوى و هو السعي الحقيقي و الدائب لتحقيق العدالة و إحقاق الحق . فضلا عن قدسية الدفاع الذي يعجز عنه المواطن العادي في الغالب الأعم .
و انطلاقا من ذلك نجد أن عمل المحامي أشق و أتعب من عمل القاضي ذلك أن الأخير مهمته تنحصر في دراسة الأدلة و ترجيح الأقوى منها على الأضعف و من ثم تقرير الحكم عن طريق تكييف الواقع على النص طبقا لما تنتهي إليه قناعته التي يجب أن تبنى فقط على ما يستخلصه من الأدلة الناهضة في الدعوى تلك التي لا يعتورها شك و لا يأتيها الباطل من أي جنب ،
في حين أن مهمة المحامي الأساسية هي التفتيش عن هذه الأدلة و ترتيبها و تقديمها للمحكمة . إذ على كاهله يقع إبراز الواقعة موضوع النزاع الناشب في الدعوى وذلك بالصورة التي يؤمن فيها على حق موكله ، إذ لا بد أن تظهر في الدعوى بصمات المحامي الذي يجب أن يبدع في رسم الصورة الكاملة لحق موكله مؤسسة و مدعمة بالأدلة و الحجج القانونية الصحيحة.
وبالتالي فإنه يقع عليه عبء التفتيش و البحث عن هذه الأدلة و الحجج و بشكل لا يدع مجالا للشك بأنه الفنان المبدع الذي يدافع عن حق موكله وكأنه حقٌ له.
و إذا كان تحمس الشاهد في أداء شهادته يفسدها و يورثها عيبا جوهريا يستوجب معه هدرها.
فإنه لا ضير في أن يظهر حماس المحامي في دفاعه على أن لا يطغى هذا الحماس إلى الحد الذي ينحرف بالدفاع عن أهدافه و حدوده و لباقته . وهذا الحق في التحمس لا يعفي المحامي من التزام جانب الحق و الإقرار به . إن هو رآه واضحا جليا ( حتى و لو خالف مصلحة موكله ) و يترتب عليه في هذه الحالة نصح موكله و توجيهه إلى الحق و لا يقدح في ذلك كونه ممثلا لوجهة نظر موكله.
إن آفة الآفات عند المحامي أن يكون طالبا و ليس مطلوبا . ساعيا و ليس مسعيا إليه . واقفا في مداخل المحاكم و قصور العدل يتلقف ((الزبون الطيار )) من أبوابها و من أبواب النظارات و مراكز الشرطة و أوكار السماسرة . لا أن يكون متمركزا جالسا في مكتبه يسعى إليه الناس و يطلبونه,
و بالتالي لا يليق و لا يحق للمحامي (الذي يحترم قوانين مهنته و الذي يعتبر تقاليد المهنة و أدبياتها نظاما عاما مهنيا له و الذي يؤمن بقدسية مهنة المحاماة و سمو رسالتها) :
* ــ أن يستغل جهل موكله أو قلة معرفته بالقوانين ويهول له من شأن الدعوى المعروضة عليه.
* ــ أن يتنطح أمام موكله و يدعي الأباطيل بقصد إبراز مواهبه ( صادقة كانت أم كاذبة حقيقة أم وهما ) وذلك من أجل نيل رضى الموكل عنه .
* ــ أن يقدم الوكالة على الدراسة . و المشورة و النصيحة وبالتالي أن يكون هدفه الأول والأخير الكسب المادي عن طريق التوكل في الدعوى بأي ثمن . آخذا بمبدأ البعض (( لا تقول ما بصير لأنو ما تعرف أشو بصير )).
* ــ أن يغيب عن ذهنه بعض دعاوى موكليه القائمة كلا أو جزءا إذ يجب أن تكون تلك الدعاوى حاضرة في ذهنه حضورا دائما وتاما و بشكل يوحي باهتمامه الدائم بها .
* ــ أن يسعى إلى موكلي زملائه ليوغر صدورهم عليهم سعيا منه للحلول محلهم فيها .
وإذا كان خير الجهاد كلمة الحق أمام السلطان الجائر . فان خير جهاد يجاهده المحامي هو جهاده لنفسه و قوله الحق حينما يستشار في قضية موكل فيها زميل من زملائه .
*ــ أن يكون سعيه و عمله لحماية مصالحه الخاصة و ليس لحماية عقيدته التي يؤمن بها و بالتالي فإنه لا يليق بالمحامي أن يكون عبدا لنزواته و مصالحه الخاصة و أن يكون عبدا لموكله و إغراءاته و لا ينقص من ذلك كونه عبدا لقضيته يبذل أقصى طاقاته و لا يدخر جهدا و لا علما و لا فنا في سبيل العناية بها و عليه أن لا يأخذ بالقول الدارج عند البعض (( لا تلح كتير بعدين بطير )) .
المحامي ــ بين الواجب و الصفات ــ

(( لو لم أكن ملكا لفرنسا لوددت أن أكون محاميا ))
(( لويس الثاني عشر ))

المحامي : قوي أمين . مأجور . لكنه ليس عبد و لا خادم . هو نبيل . ولكن ليس عن طريق العرق أو الولادة و لا عن طريق استجداء اللقب . هو رفيع القدر دون حاجة إلى من يصفه أو يمنحه هذه الصفة .
هو إنسان متفان بعمله يكرس حياته لخدمة الجمهور . وهو بكل ما فيه أسمى من النفس البشرية الأمارة بالسوء.
هو عفيف . حكيم . شجاع . و ليس برسول و لا نبي . مجاهد في الحق ولنفسه . لا يخشى بقوله الحق لومة لائم . و لا يثنيه عن الدفاع عنه شدة و لا عارض و لا طارئ .
من هذا المنطلق فإنني أرى أن للمحامي صفات وعليه واجبات لا بد من تحديدها وسبر أغوارها دعوة منا لمناقشتها ووضعها موضع البحث و التمحيص عسى أن تصبح في المستقبل دستور شرف تعتمده نقابتنا الجليلة ليكون نواة لدستور شرف يعتمده اتحاد المحامين العرب .
واجبات المحامي و صفاته

لا شك في أن التزام المحامي بالواجبات التي فرضتها عليه القوانين المنظمة لمهنة المحاماة :
تجنبه كل السلبيات و الاشكالات التي قد يقع فيها جراء مخالفته لها . ولا شك بأنه كلما التزم المحامي بقوانين مهنته و أصولها و كلما تمثل في نفسه تقاليدها و تقيد بأعرافها . كلما ابتعد عن الوقوع في الخطأ و قطع ألسنة الشر و القيل و القال و نأى بنفسه عن الشائعات و ....
و من وجهة نظري فإنني أرى بأنّ واجبات المحامي لا تنحصر بما جاء عليه النص في المادة \ 58\ وما بعدها من قانون تنظيم مهنة المحاماة . كما أنني أرى بأن التعداد الوارد في النص لهذه الواجبات ليس تعدادا حصريا وإنما جاء على سبيل المثال لا الحصر .
باعتبار أن هذا التعداد لا يعفي المحامي من الالتزام بتقاليد المهنة و
أدبياتها و أعرافها و لا يحله من التزاماته الشخصية تجاه نفسه و عقيدته و رسالته الخالدة اتجاه قضايا وطنه وأمته و موكليه و علاقته مع زملائه ونقابته.
و عليه فإن على المحامي واجبات غير مقننة ، لكنها ملزمة و لا بد من قيامه بها و الالتزام بما تفرضه من سلوك ، و نهج و هذه الواجبات تفرضها عليه الطبيعة المهنية لمهنة المحاماة بقدر ما تفرضها عليه رسالة المحاماة ذاتها ، وكما نرى : ( أن هذا ليس حصرا و إنما رأيا يقبل النقد و النقاش و التعديل و التبديل إلى الأفضل ) وعليه فإن على المحامي :
* ــ الالتزام بكل ما نص عليه قانون تنظيم مهنته.
* ــ العمل على الدفاع عن المظلوم و استقصاء العدل حاملا لرسالة الحق والعروبة ، مقاتلا من أجل إعلاء كلمة الحق.
*ــ أن يكون أمينا في الدفاع جادا به ، و أن يبذل العناية الكافية فيه و لا يعفيه من ذلك أن يكون مسخرا بذلك سواء من قبل المحكمة أو من قبل نقابته أو أي هيئة أخرى.
* ــ أن يكون مستقلا في أداء دوره . متحررا من كل تأثير أو ضغط سواء كان ماديا أو معنويا أو أي تدخل لأي جهة أو طرف.
* ــ على المحامي أن يكون جسورا و عليه أن يقوم بأداء واجبه دون أي خوف ووفقا لما يمليه عليه ضميره و أخلاقيات مهنته كل ذلك في إطار الدفاع المشروع و حدوده.
* ــ التمتع بحس المسؤولية الحقوقية و الأخلاقية عن قضايا أمته و وطنه
* ــ الالتزام بالنزاهة و الحيدة و الالتزام بالقانون و الخضوع للضمير الإنساني و المهني.
* ــ على المحامي أن يكون مثقفا و أن يسعى دائما لتطوير هذه الثقافة والارتقاء بها عن طريق امتلاك المعرفة إذ يجب على المحامي أن يعلم عن كل شيء ما يخدم به مهنته و أن يكون عالما بكل أسرار و فنون وعلوم مهنته.
* ــ عليه أن يسعى دائما إلى تطوير نفسه وفنه وأن يعمل على رفع كفاءته المهنية و تطوير قدراته المعرفية والعلمية والعملية (( باعتبار أن المحاماة في هذا اليوم لم تعد حكرا على من يعتبرون أنفسهم محامين بالفطرة أو بالطبقة و أن المحامي في هذه الأيام يكتسب مهنته اكتسابا )).
لذلك على المحامي أن يؤدب نفسه و يسلحها بسلاح العلم و المعرفة و قوة المنطق واقتفاء أثر أهل العلم والفن من فرسان مهنته و السير على خطاهم و الاستفادة من تجاربهم وعليه أن يقوّم نفسه قبل أن يقوّمه الناس.
* ــ أن يجعل من أدائه العلمي و المهني همه وهاجسه الأول في الحياة
* ــ عليه الحفاظ بكل قواه و بكل ما أوتي من بأس وعلم و حنكة على البيت النقابي و العمل على رفع سويته عن طريق المشاركة الإيجابية والنقد البناء المبني على أساس من الحب و الوفاء للمهنة و المصلحة الجماعية و النابع من الحس الجماعي و هذا لا يعني بحال من الأحوال السكوت عن الخطأ و الخنوع له وإنما يجب أن لا تكون هذه الممارسة وسيلة للطعن و الغمز و التشكيك بل يجب أن تكون أداة للتطوير و التحديث و البناء.
*ــ عليه الاعتراف بفضل زملائه وعلمهم و تقديرهم حق قدرهم و عدم بخسهم حقوقهم . فالمحامي الفارس لا يضيره أبدا التفاخر بفروسية زميل له سواء كان أستاذا كبيرا جليلا . أم كان شابا يافعا أم كان محاميا متمرنا شغوفا.
* ــ على المحامي أن يكون لسان الحق و نبراسه
* ــ على المحامي أن يكون شابا في مهنته و لو شاب فيها و عليه أن يعمق معرفته بنفسه و بعمله و أن لا يقف عند ما بلغ من العلم وعليه أن يكون مثالا للقول المأثور (( المحامي الشاب هو من شاب في المحاماة )).
* ــ على المحامي أن يكون لائقا : باعتبار أن اللياقة والأناقة و حسن المظهر ( غير المكلف ) و أدبه هو المؤشر الظاهري على وضع المحامي و تكوينه و هو الدليل على سلوكيته و ما يكتنفها من التزام صارم أو فوضى أو لا مبالاة.
وباعتبار أن أول ما يوحي لجليسه يوحي له بالمهابة و الكياسة و اللباقة و أنه أول ما يلقي في روعه يلقي الاحترام و الإحساس بالرفعة
وأنه يضع ناظره و جليسه في موقع الانتباه إليه و الترقب لما سيفضي عنه هذا المظهر من قول ورأي و ما يمكن أن يبشر به من عمل و مواقف حازمه و أثر فعال في الأحداث.
و إذا كان قانون تنظيم المهنة قد فرض على المحامي أن يتخذ مكتبا لائقا . فإنه من غير اللائق أن لا يكون المحامي ذاته لائقا . لياقة حقيقية لا مظهرية فقط (( لياقة تمنع من هو في مقام الإمام مالك \رضي الله عنه \ من أن يمد رجله )).
* ــ على المحامي أن يكون عاملا مجدا و أن يكون عمله متقنا و أن يكون سعيه في عمله لإسعاد الآخرين و ليس من أجل كثرة المال و لا من أجل المجد والشهرة و إن كان هذا حقا مشروعا له .
* ــ على المحامي أن يكون ضليعا في القانون متحدثا به و مفسرا له و هذا لا يعفيه من أن يكون ساحر البيان فصيح الخطاب قوي البلاغة إلى حد الإمارة .
• ــ أن يكون جليلا . وقورا . خدوما . راجح العقل . واسع الإدراك واقفا على أعراف الناس . مشهودا له بحسن الخلق و السيرة الحميدة
* ــ الالتزام بالسر المهني أمر مطلق و مبدأ أساسي لا يجوز التراجع عنه أو الانتقاص منه فعلى المحامي أن يكون أمينا على سر موكله بقدر ما يجب عليه أن يكون أمينا في الدفاع عنه.
و لا يعفى المحامي من الالتزام بهذا المبدأ و لو أحله و أعفاه منه صاحب العلاقة و الإخلال بهذا المبدأ يعتبر حنثا باليمين التي أقسمها المحامي و بذات الوقت هو خيانة للثقة التي و ضعت بالمحامي سواء من قبل المجتمع والوطن أو من قبل الموكل.
و هذا المنع يوجب عليه أيضا الامتناع عن أداء الشهادة في كل ما اتصل إلى علمه بحكم عمله ( سواء كان ذلك أمام القضاء أو أمام أي هيئة أخرى أو مجتمع ) و هو يمتد إلى ما بعد زوال الصفة عنه و إلى ما بعد ترقين قيده من جدول المحامين العاملين .
و المحامي مقيد بسر مهنته فلا يجوز استجوابه عن وقائع الدعوى و لا سؤاله عن المحادثات و المراسلات التي تمت بينه وبين موكله و لا تفتيش مكتبه أو حقيبته إلا وفق أصول خاصة .
و تأسيسا على هذا المبدأ فقد منع القانون على المحامي قبول الوكالة أو إعطاء المشورة ضد من سبق و أن توكل عنه في موضوع النزاع أو أي نزاع مرتبط به حتى و لو كان ذلك بواسطة شريكه أو بواسطة أي محامي أو شخص يعمل لحسابه أو تحت إمرته
*ــ على المحامي أن يكون متفكرا فيما يرى من الرأي متمكنا من القانون مجتهدا حيث يقتدر و حيث يرى مجالا للاجتهاد مرجحا القول على القول حين يرى الصواب و الحق في جانب أحدهما دون الآخر.
ومهما كبر : عليه أن يكون مستمعا جيدا و متدربا مواظبا و أن يسعى إلى أن يكون مدربا معطاءا ، و مناقشا مرنا لا ينكسر لرأي خاطئ و لا ينحني لقول زور أو بهتان .
عنيدا بالحق مقرا به جريئا بالدفاع عنه ، خافض الرأس لقوله . حريصا على تطبيق القانون .
*ــ يجب أن لا يكون هدف المحامي الأساسي الدفاع عن أي قضية كانت ( إلا إذا كان هدفه من ذلك خدمة العدالة ) و أن تنصب جهوده على الحصول على النصر و النجاح و ربح القضية بأي ثمن كان .
و ألا تكون مهمته إفساد ذمة المحكمة أو تضليلها عن طريق التمسك بالحجة الظاهرة و استغلال النقط الإحتيالية في الدفاع.
* ــ على المحامي أن يكون مُحْترما . و مُحْتَرِما للعدالة والمحكمة و عليه أن يرسخ في أذهان الخاصة قبل العامة ( قولا و فعلا ) بأن الاحترام هو سمته الأساسية و صفته الشخصية.
باعتبار أن الاحترام الذي يقدمه المحامي إلى القاضي فضلا عن أنه يعتبر في جوهره احتراما للعدالة و قدسيتها و لمقام المحكمة
فإنه يعتبر ميزة مهنية تنعكس آثارها بشكل مضاعف على عمل المحامي و على حضوره المهني و الشخصي فهذه الميزة فضلا عن أنها تلزم القاضي باحترام المحامي مقابلة بالمثل فهي من جهة أخرى تلزم الأول بالإصغاء إلى المحامي و الاستماع إلى حجته ( خاصة إذا ترادفت هذه الصفة و تعاضدت مع ما سبق بيانه ).
كما أنها تقوي الروابط النفسية و الاجتماعية بين شخص المحامي و شخص القاضي و تسهل عليه مهمة الدفاع . و الجدير ذكره هو أن المحامي هو من يحصد ثمار هذه الميزة دائما سواء لمصلحته أو لمصلحة موكليه.
* ــ على المحامي أن يراعي أحوال القاضي و أن يقتصر و يؤجل بعضا من طلباته ، أو كلها إذا وجد أن القاضي في وضع لا يسمح له بالتجاوب معه.
وبالتالي فعلى المحامي أن يمتلك حسّا مرهفا و أن يتمتع بحس وحدس مهني خاص وأن يكون على درجة عالية من الحساسية و الفهم والدراية المهنية .
بحيث يمكنه كل ذلك ( في الغالب ، و ليس المطلق ) من معرفة مدى الاستعداد النفسي و الشخصي لدى القاضي و مدى مقدرته على الاستماع و الإصغاء و المناقشة .
* ــ على المحامي بذل العناية و الجهد الكافيين للحفاظ على حقوق موكله و الدفاع عنه ، و هو غير ملزم بتحقيق النتائج و لكن هذا لا يعفيه من السعي لتحقيق أفضلها شريطة أن لا يسقطه ذلك في مستنقع العبودية و الخضوع لموكله .
* ــ ليس الشديد بالصرعة و السخط و الانفعال وعلى المحامي قدر الإمكان تجنب الانفعال ، باعتباره يمثل الخطأ الفادح الذي لا يمكن تلافي آثاره الفورية و المستقبلية ، إن هو وقع فجأة ، و بدون السيطرة على النفس و الأفعال ، و خاصة المنعكسة منها
و الانفعال باعتباره يمثل أحد مظاهر الإخفاق و الإحباط عند الإنسان و فضلا عما يتركه من انطباع سيئ عن مرتكبه لدى الآخرين ،
فهو يضعف موقف المحامي و يفقده حجته ، و يضعف من قدرته على التركيز و الانتباه ، و طرح الأسئلة ، و يتسبب له بشرود الذهن و إن تكرار هذا الانفعال و وقوع المحامي بشكل دائم تحت تأثير المزاج الانفعالي فضلا عن إساءته لشخص هذا المحامي فإنه يفرض عليه أن يبذل جهدا أكبر في شرح قضيته و عرض أدلته وبيان حجته و في بعض الأحيان قد يتسبب بضياع الحق الذي يدافع عنه .
*ــ الموضوعية : كصفة ، و ممارسة ، لازمة لعمل المحامي فهي تبرز لديه الروح العملية ، و تزكي الانطباع العام عن شخصيته العامة و المهنية و هي تخلق لديه الهدوء و الاتزان فضلا عن أنها تمثل علامة هامة في علاقة المحامي مع عامة الناس و مع موكليه ، و مع القاضي بصفة خاصة .
فهي دائما تخلق الشعور لدى المذكورين بأن هذا المحامي يسعى لإفادة موكليه ، لذلك يجب أن تكون تصرفات المحامي و أعماله سليمة و صحيحة و متوافقة مع جوهر عمله و مهامه .
و بالتالي على المحامي أن لا يتجاوز حدود واجباته المفروضة عليه بقوانين و أعراف و تقاليد المهنة ويجب أن تتصف كافة طلباته و أعماله بالموضوعية .
*ــ على الرغم من أن من واجب المحامي ( كمحام ٍ وإنسان ) أن يقدس العمل وأن يحترم كل المهن على اختلاف أنواعها و مشاربها و أن ينظر إلى أربابها نظرة تقدير و احترام و تقديس .
فإنه على المحامي الابتعاد عن ممارسة كل الأعمال و الأفعال التي تتنافى مع مهنته و لا تتفق مع كرامة المهنة و شرفها .
*ــ إن الزمالة الحقيقية تفرض على المحامين واجبات أخلاقية و أدبية و مسلكية فهي تفرض على المحامي الانتصار لزميله ظالما أو مظلوما: بأن يأخذ بيده وعليها ، و أن يدافع عن حقوقه و يمنع الأذى عنه و أن يمنع التعرض لشخصه .
وبالتالي يجب أن تقوم العلاقة بين المحامين في جوهرها على الشعور بالثقة المتبادلة و المعرفة التامة و الإدراك الكامل للواجب المهني فضلا عن وجوب سيادة الشعور الدائم بالتضامن والتعاضد المهني و الشخصي .
*ــ للمحامي وحده الحق في تحديد الوسيلة و الطريقة التي يراها ناجعة في الدفاع عن حق موكله و له وحده يعود حق تقرير و تقدير الأدلة والوثائق التي يراها لازمة في أعمال الدفاع .
و ليس لأحد (( سواء كان موكلا أو قاضيا أو ممثلا للنقابة ) أن يجبره أو أن يفرض عليه سلوك أيّ طريق أو استعمال أيّ وسيلة لا يراها هو ملائمة أو لازمة لمهمة الدفاع ، طالما أنه يباشر عمله ضمن الحدود التي رسمناها سابقا ، و طالما أن الدليل الذي يقدمه مقبولا في القانون و أن اعتماده لا يشكل مخالفة للنظام العام .
* ــ إن مبدأ عدم جواز خرق حرمة رسائل المحامي و مكالماته الهاتفية ، و عدم جواز تفتيش المحامي شخصيا ، أو تفتيش منزله أو مكتبه، أو استجوابه إلا وفقا للأصول التي رسمها القانون ،
كل ذلك : لا يعفي المحامي بأي حال من الأحوال ، و لا يعطيه الحق و أيا كانت الأسباب . من التزام جانب القانون وعدم مخالفته أو التعالي على قواعده .
و لا يحق له أن يستغل هذه المبادئ في تحقيق منافع شخصية أو التستر على جرائم يعاقب عليها القانون .
زملائي و أساتذتي الأكارم : أضع ما قدمت آنفا بين يديكم لتروا فيه رأيكم و يكفيني أن تصوبوا خطأي و أن تغفروا ذلتي و أن ترحموا عثرتي والله من وراء قصدي
المحامي الأستاذ : أمير إبراهيم تريسي
فرع : إدلب


[/align]







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني أحمد الزرابيلي قوانين الجمهورية اللبنانية 0 08-11-2009 08:33 PM
القيود الاحتياطية في السجل العقاري المحامي نضال الفشتكي رسائل المحامين المتمرنين 1 05-10-2009 12:30 AM
المحاماة لسان الحق أمير تريسي أدبيات وقوانين مهنة المحاماة 2 01-11-2006 05:57 PM
نظرية الحق حسن أبحاث في الفقه الإسلامي 0 07-12-2005 08:02 AM
ضفاف بردى وأمواج النيل في بحثهما الثاني مصرسوريا قضايا للمناقشة 4 19-08-2005 09:14 PM


الساعة الآن 09:23 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع