منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 3653 التعليقات 0
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-2011, 08:49 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نضال معلوف
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



Ra2i الأزمة في سوريا .. حتى لا يختلط الحابل بالنابل ..

الأزمة في سوريا .. حتى لا يختلط الحابل بالنابل ... بقلم : نضال معلوف


من خلال فهمي للأزمة الحاصلة في سورية ومراقبتي لتفاصيل المشهد ، لا بد لي من كوني صحفي ان اخذ الرؤية التي يقدم لها النظام بعين الاعتبار وأحاول فهمها.
ورغم اني لا اتفق مع كثير من الجوانب في الرؤية الرسمية ، فإني سأتبناها في هذا المقال لاني ارى من حيث النتيجة ان كل "الدروب" تؤدي الى ذات "الطاحون" وتصل بنا الى المشكلة الاساسية في سوريا ، التي يجب ان نوجه كل الجهود للتعامل معها وحلها.


ماذا يحاول النظام ان يقول ؟
رؤية النظام باختصار ، ان سورية بقيادتها التاريخية دولة ممانعة وهي تشكل عائقاً حقيقياً في وجه مخططات خارجية "امبريالية" ( تم استخدام هذه الكلمة كثيرا من قبل بعض المحللين والاشقاء مؤخرا ) ، وبعد فشل هذه المخططات الغربية الصهيونية من النيل من دور سوريا المقاوم في المنطقة من خلال محيطها ، وضعت هذه القوى مخططاً خبيثاً للتمكن من سوريا من خلال إثارة القلاقل في الداخل وإضعاف الدولة وصولاً الى اسقاط النظام والقيادة المتمثلة بشخص الرئيس بشار الاسد وبالتالي إسقاط الممانعة وتحقيق المخطط المعادي.

وسنتفق جدلاً مع النظام على هذه الرؤية ولكننا سنتوقف عند جزئية " اثارة القلاقل الداخلية" لنحاول فهم المشهد الداخلي بهدف تسليط الضوء عليه ووضعه تحت المجهر باعتبار ان القيادة التي في يدها مصير البلاد ستتخذ القرارات بناءً على موقف هذا "الداخل" الذي يعبر عن إرادة الشعب ، واذا كان هذا الموقف مبنياً على تقدير خاطئ فانه سيفضي الى نتائج كارثية بالتأكيد.

يمكن القول بأنه يجب علينا القضاء على القلاقل لأنها تشكل أرضية هشة للمقاومة لا يمكن الاستناد عليها في مواجهة اي مشروع خارجي معادي.

يجب على النظام اولاً ان يجيب على عدة أسئلة ويتخذ بناءً على هذه الاجابات الاجراءات تحضيراً للمواجهة القادمة؟

ولو كنت مكان النظام لسألت نفسي لماذا لم استطع القضاء على العصابات المسلحة بعد ثمانية أشهر من المواجهات رغم أني أمتلك جيشاً قوياً ، جهاز أمن متمدد ومتشعب ذو امكانيات وصلاحيات غير محدودة ، وقاعدة حزبية عريضة ( حزب البعث) تصل الى كل المفاصل والكيانات الاتحادية والنقابية؟

و لا يتم الإجابة على هذا السؤال من خلال القفز فوقه او الالتفاف عليه .. اعتقد بان على النظام ان يجد الاجابة عن هذا السؤال قبل ان يتخذ اي قرار اخر.

يمكن ببساطة ان نستنتج ( وما زلنا نقرأ ما يحاول النظام تقديمه لنا ) ان هذه "العصابات المسلحة" تلقى بيئة حاضنة شعبية في المناطق التي تتواجد فيها تصعّب عملية تعقبها والقضاء عليها ، لا بل قد تغذيها ايضاً وتساعدها على النمو.

لأنه ببساطة مهما كانت هذه العصابات قوية فان إمكانياتها ( من حيث العدد والقدرات ) ستبقى محدودة مع تفرغ الاجهزة المختصة والجيش للقضاء عليها من خلال حصار المناطق التي تتواجد فيها ، وخاصة في حال عدم وجود حاضن شعبي يحضنها ويؤمن لها الغطاء ، ولكنه يدلل عليها ويلفظها ، لاشك بانها كانت ستنتهي في غضون ايام.

ولا يمكن تفسير عدم قدرة النظام ( والدولة ) القضاء على هذه "العصابات" إلا لأنها تعمل في بيئة حاضنة.
واذا ما تكلمنا عن هذا الحاضن في مناطق مثل ادلب ، حمص ، درعا .. فاننا بتنا نتكلم عن اعداد كبيرة من "الداخل" ، ولن ادخل في جدل الارقام ، ولكننا من المؤكد اننا نتكلم عن اجزاء واسعة من مكون مجتمعنا السوري تقوم بدور الحاضن لهذه العصابات المسلحة التي يقدمها لنا النظام على انها تُحدث القلاقل لضرب دور سوريا الممانع واسقاط نظام المقاومة خدمة للمؤامرة؟

ويبقى السؤال لماذا تفعل هذه المناطق ذلك ؟

هل من الممكن ان تكون المؤامرة قد تسللت الى مناطق بأكملها ووجدت من يتواطأ معها ( مع المؤامرة ) بعشرات الآلاف من المواطنين السوريين في رقعة جغرافية تمتد لتغطي مدناً او محافظات باتت تشكل حاضناً حقيقياً للعمليات المسلحة ؟
وكل هؤلاء السوريين عملاء وخونة للمشروع الخارجي ويريدون ضرب دور سوريا المقاوم خدمة لاسرائيل ؟

بالتأكيد لا ..؟ ولماذا يفعلون هذا ؟
اذا تجاهلنا كل ما وصلنا من مقاطع فيديو ومعلومات وتصريحات على مدى ثمانية اشهر ، واغلقنا اعيننا عن كل هذا متجاهلين وجود اي مظاهرات او احتجاجات سلمية ، كما يقول الخطاب الرسمي.

فانه لا يبقى امامنا الا ان نقول بان هؤلاء ( الحاضنين للمسلحين ) مغرر بهم؟
حيث لا يمكن لأي سلطة على الأرض ان تتهم قطاعاً واسعاً من شعبها بأنه عميل ومتآمر؟؟ وعلى من ..؟ على بلده ؟؟ هذا ليس منطقياً ؟

اذاً هم مغرر بهم .. وبقى السؤال على أي أساس ؟

لتغرر بأشخاص معينين يجب عليك ان تستغل معاناة ما لديهم ، فتستطيع ان تحركهم من خلالها في اقناعهم بأن هذا الحراك سيقضي على هذه المعاناة ، وتستغل انت الحراك لاهداف اخرى لايعرف بها اصحاب الحراك نفسه.

فما هي المعاناة التي تم استغلالها لكي يتم تحريك الشارع في كثير من المناطق والمدن؟ ليتم استغلال هذا الحراك لتحقيق مخططات خارجية.

لا يستلزم معرفة هذا الكثير من الجهد ويكفي ان نقرأ ونسمع ما يرفع من شعارات في كل المناطق ( خاصة في بداية الازمة قبل ان تتطور الشعارات الى شعارات سياسية ) التي تحتضن "المؤامرة" لكي نعرف.
الموت ولا المذلة ، الشعب بدو حرية ، لن نركع الا لله ..
ومن خلال تتبع هذه المطالب يمكن ببساطة ان نقول بان المعاناة التي تم استغلالها للتغرير بقطاع واسع من شعبنا في الداخل لخدمة المؤامرة الخارجية هي معاناة تتعلق بالحرية والكرامة.

ولا اعتقد بأن شخصين يمكن أن يختلفان حول طبيعة الحكم في البلدان العربية ومنها سوريا بأنه حكم استبدادي في اساسه يلبس حلة ديموقراطية.

وارجو الا تفغر افواه الكثيرين من هذا الوصف ، فان هذا الشكل من اشكال الحكم كان سائداً طوال أكثر من قرن من الزمن في معظم دول العالم ونحن من ضمنها ، وحتى انه كان مقبولا في مرحلة من المراحل خاصة في الدول التي تم استخدام الديكتاتورية فيها لبناء الدولة والمؤسسات وتحقيق انجازات الانتقال الى النمو والتغيير باتجاه الديموقراطية ومن هذه الدول مثلا تركيا وماليزيا واندونيسيا ..

بالعودة الى المعاناة التي تم استغلالها في سوريا فان شريحة واسعة من الشعب تحركت للقضاء على المعاناة الناتجة من الاستبداد وتكميم الافواه ، وتم استغلال الحراك من قبل المشروع الخارجي .. الخ

هذه الاطالة ضرورية لكي نفكك المشهد المعقد ونصل الى حقيقة الامور ، وتفكيك المشهد بهذه الطريقة ، يعني بان من يتحرك على الارض ويشكل حاضناً "للعصابات المسلحة" ( لانه يعتقد بانها تعمل لتحقيق اهداف حراكه ) هو يتحرك ، ويتحرك فقط للتخلص من الاستبداد الذي تمثل له ( بعد المواجهات بينه وبين الاجهزة ) في النظام وانتقل ( الحراك ) الى شعار اسقاط النظام لاسقاط الاستبداد وليس لاسقاط الممانعة .. واي مصلحة له في إسقاط الممانعة؟

قد تسقط الممانعة في حال سقط الاستبداد ، وهذا احتمال وارد ، ولكن الذي يتحرك وينادي بإسقاط النظام ( واتكلم عن القاعدة الشعبية للحراك ) بالتأكيد لا يمكن وصمه بانه يتحرك لاسقاط الممانعة اذ أنه لم يعد يرى في النظام القائم الا الاستبداد الذي وقع ويقع عليه وتشتد وطأته عليه كل يوم.

ولا يمكن في حال من الاحوال بان نتهم اصحاب الحراك بان حراكهم هدفه ( ايضا على مستوى القاعدة العريضة ) اسقاط الممانعة وتحقيق المشروع الخارجي .. وايضاً وايضاً أكرر لماذا يفعلون ذلك ؟؟

وهكذا تصبح الدائرة مغلقة ذاتية التغذية ، استبداد وقمع يزيد المعاناة وبالتالي يكبر الحراك للتخلص من هذه المعاناة ، تستغل قوة خارجية الحراك وتزيد الضغوط الاقليمية والخارجية بدعوة تحقيق ارادة الداخل ..
يغلق التعامل الخاطئ مع الازمة الدائرة من خلال فهمه ان الضغوط الخارجية مرتبطة بالداخل وان اخماد الحراك الداخلي من شأنه ان يزيل الضغط الخارجي..
فيزيد القمع والاستبداد لقمع الحراك الداخلي وتدور الدائرة وتتسع

اذاً ما الحل ؟؟ ألا يوجد حل ؟

برغم الواقع المعقد الذي وصلنا اليه ، ولكن أساس الحل يقوم على محورين

المحور الأول يقوم على فهم ان الحراك الجاري في بعض مناطق سوريا هو حراك ضد الاستبداد وليس ضد الممانعة ومن اكثر الأخطاء خطورة هو ربط المحورين لان الربط سيغلق الدائرة المفرغة ويغذيها.

والثاني هو ما بعد الفهم ، والتحرك باتجاه إنهاء المعاناة التي تتسبب بالحراك ، اي التحرك لانهاء الاستبداد والقمع لان هذا هو الطريق الوحيد لكي يقف الحراك والاحتضان لبعض مظاهره المسلحة.

قد يقول قائل ، ان وقف القمع سيؤدي الى اتساع رقعة الاحتجاج وامتدادها لتحتل الساحات والشوارع والمدن ويجري لنا ما جرى لغيرنا؟

وهنا نعود الى بداية المقال والى المنطلق الذي يروج له النظام "تحقيق الارادة الشعبية" فإذا كانت هذه الإرادة قد تبلورت في ظل معاناة طويلة باتجاه إحداث تغيير سياسي جذري تلبية لارادة شريحة واسعة من المجتمع قادرة على احتلال ( سلمي ) للساحات والطرقات ، فإنه لا بد من الاستجابة الى إرادة هذه الشعوب (بحسب ما يقول به النظام نفسه).

وهذه الاستجابة تكون بقبول المشاركة في الحكم من خلال التمثيل الذي يتناسب طرداً مع حجم الحراك في الشارع.

واقول المشاركة لانني أرى ان الإقصاء لفريق سياسي هو وجه آخر من أوجه الاستبداد التي ستؤدي بنا الى نتائج مشابهة في المستقبل ، وككل الدول في العالم سيكون الحكم للأغلبية ، هذه الاغلبية التي يجب الا تبقى جامدة وتنتقل من طرف لطرف بناءً على اساس تحقيق المصلحة الوطنية .. ومن المبكر ان نبحث في هذه الاسس هنا.

وهكذا وهكذا فقط يمكن ان تواجه القيادة التي تم فرزها من خلال تمثيل صحيح للقوى السياسية الموجودة والتي تحظى بقبول الغالبية على اسس ديموقراطية ، يمكن ان تواجه القيادة السياسية هذه اي مؤامرة او ضغوط او حرب خارجية.

وإلا سيكون السؤال ماذا لو اندلعت الحرب فعلاً ونحن في هذا الوضع وكيف سنتصرف ازاء "العصابات المسلحة " التي لم نستطع القضاء عليها ونحن متفرغون لها ، في حال كنا مشغولين في الرد على الاعتداء الخارجي بعد ان تتحول معظم القدرات للرد على هذا الاعتداء ( ناتو ، جيش حر ، تركيا ... الخ ) ..

على الأغلب هي التي ستقضي علينا ؟؟

نقلاً : تيسير مخول







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اجتهادات هامة جزائية ردين حسن جنود أهم الاجتهادات القضائية السورية 1 17-12-2013 07:51 PM
ناصر قنديل يكشف بالأدلة عن المؤامرة التي تحاك ضد سوريا مركزها بيروت المحامي علي عبد الرحيم سوريا يا حبيبتي 1 30-05-2011 01:06 PM
سلطة قاضي الإحالة و قناعته في تقديره للوقائع و الأدلة و ما هي رقابة محكمة النقض عليها من خلال الاجتهادات القضائية : المحامي منير صافي تعليق على اجتهاد 2 18-11-2010 01:50 PM
القيود الاحتياطية في السجل العقاري المحامي نضال الفشتكي رسائل المحامين المتمرنين 1 05-10-2009 12:30 AM
ملخص تاريخ سوريا الحديث المحامي سميح الزعيم معلومات عن سوريا 0 13-12-2005 07:20 AM


الساعة الآن 01:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع