شرع الله تبارك وتعالى الصيام لتهذيب الأخلاق ولضبط السلوك ولِكَفِّ اللسان عن الحرام، وأيُّمَا عبد صام نهار رمضان أو أي يوم كان أو قام ليله، وأخلاقه كما هي، وسلوكه كما هو، ولسانه كما هو، فهذا وأمثاله ما صام وما صلى، ولو زعم أنه تعب وسهر، وعطش وجاع!
فالصيام ليس حرمانًا من الطعام والشراب والشهوة فحسب، وإنما هو تهذيبٌ لأخلاقنا، وضبطٌ لسلوكنا، وكفٌّ للساننا، ولقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم حكمًا بعدم فائدة صيامه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ] رواه ابن ماجه صحيح.
وما من عبادةٍ شرعها اللهُ تعالى إلا من أجل أن تحقق هدفين اثنين:
1. هدف إيماني بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى
2. هدف تربوي بين العبد وبين الناس
ولا يمكن لهذه العبادة أو تلك أن تقبل إلا بإتقان العبد لهذين الهدفين الذين من أجلهما شرعت هذه العبادة أو تلك