أستاذ عبد الرحمن
ان الاقدام على شراء مثل هذه البرامج عند مقتبل العمل المهني يؤدي الى ضمور الملكات القانونية لدى المحامي
لأن هذه البرامج تعطيك نتيجة البحث فقط و توفر عليك عناء القراءة للوصول الى المعلومة و تظن ذلك أمراً جيداً و لكنني أرى العكس
حيث أنك بالقراءة المثابرة للوصول الى المعلومة التي تريدها تنصقل بدون أن تدري موهبتك القانونية و تتعلم طريقة صياغة المذكرة التي ستقدمها الى المحكمة
كما أنك تتعلم كذلك طريقة تكييف الدعوى الذي يعتبر من أخطر الأشياء فيها و التي توفر عليك عناء سنين كي لا تهدر دعواك بعد أن تقيمها بشكل مخالف لماهيتها
و من الجدير بالذكر أن الاجتهادات التي تصدر بسطرين ما هي الا خلاصة لحيثيات القرار الصادر عن محكمة النقض
و كيف تضمن أن يكون من لخص تلك الحيثيات قد قام باعطائها حقها ، أو لخصها بشكل موافق لما فيها
لذلك أرى أنه لابد من رجوعك الى حيثيات القرار بنفسك لأنك قد تجد اجتهاداً آخر ورد في تلك الحيثيات
عندما كنت متمرناً ، كان أستاذي يلزمنا بقراءة مجلات المحامون للأعوام 1990 و ما قبلها و تلخيص الاجتهادات الواردة فيها
و بالفعل جمعت اجتهادات كثيرة لم أجدها في أي برنامج من تلك البرامج ، كما أن طريقة صياغة القرار و المناقشة القانونية فيه كانت من أروع ما يكون
و أخيراً فانني أنصح أن لا يقوم المحامي بشراء مثل تلك البرامج الا بعد مضي أكثر من خمس سنوات على ممارسته المهنة ، كي لا يدخل نفسه في ثبات قانوني متأرجح بين الاجتهادات المتناقضة
فكثير من الزملاء الذين اشتروه فور دخولهم المحاماة عندما يتعرضون لسؤال قانوني يقولون انتظر لأفتح الكومبيوتر و أبحث لك عن الاجابة
و هذه هي الطامة الكبرى
و لكن مع مرور الوقت في المهنة و ازدياد خبرته العملية و توسيع خبرته بالقراءة
فلا مانع من أن يشتري مثل تلك البرامج لتوفير الوقت فقط و ليس من أجل الاعتماد عليها كلياً
و هذا عن تجربة خاصة ، حيث أنني أشتريت أحد هذه البرامج بعد عشر سنوات من ممارستي للمهنة
أتمنى لك التوفيق