دعوة لقراءة الدستور
بداية أشكر الأستاذ ناهل على بسط هذه المادة للحوار , وأشكر كذلك الأساتذة الذين أبدوا العديد من الملاحظات , وقد أشاروا لمسائل بالغة الأهمية وجديرة بالبحث والتقصي , ولكن هناك في ذهني العديد من الأسئلة التي , ما لم تتم عملية الإجابة عليها, برأيي , لا يستقيم أي بحث حول الدستور خصوصاً , والقوانين بشكل عام , أرجو ان يتسع صدركم لعرضها , ومنها :
ــ هل الأزمة في بلادنا بالفعل هي أزمة نصوص وقوانين ودساتير ..؟
ــ وهل وجود دستور جيد وقوانين ملائمة يجعل مشكلاتنا في طريقها للحل ؟
وهل الدستور هو وصفة طبية يتعافى متعاطيها بمجرد تناولها بانتظام ..؟
وقبل المفاضلة بين دستور وآخر أتساءل :
ــ كافة الدساتير التي عرفتها بلادنا , بما في ذلك أسواها , تكفل الحريات الشخصية وحرمة المنازل والمراسلات . و و و ... لكن هذه الحقوق لم تكن في يوم من الأيام محترمة ..!
ــ كافة الدساتير كانت تكفل حرية التظاهر والاحتجاج لكنها في الواقع لم تكن محترمة ..!
وكذلك حق العمل والتعليم وتكافؤ الفرص وغير ذلك كثير يطول تعداده ...وكلها حقوق منصوص عليها في كل تلك الدساتير , ولكنها لم تكن محترمة أو مصانة ..!
لا بل إن أشد الحقوق اللصيقة بالإنسان في بلادنا وهو حق الحياة , المعادل للوجود , لم يكن محترماً , ولم تسرِ عليه الحرمة الطبيعية , ناهيك بحرمة القوانين والدساتير ..!
وأذكّر هنا أننا تبنينا القانون المدني الفرنسي بمعظم مواده , قبل خمسين عاماً , وتم إقراره في ظرف ثلاثة أشهر, دون أن نقطع المقدمات الثقافية والحضارية التي أنتجته , ودون أن تتحصل لدينا الأخلاقيات الموازية له وللظروف التي أنتجته في بيئته الاجتماعية صعودا في سلم التطور , كما كان يحصل لدى بعض إخواننا الذين استبدت بهم الفورة النفطية قبل عدة عقود , فيركبوا سيارة ( الرويس رويس ) حفاة وهم يفركون أصابع أقدامهم ..!
أنا مع دستور عصري خلاق يليق بحضارة عمرها آلاف السنين.. لكن المشكلة أصدقائي تكمن في شيء آخر .. مع التحية ..
ولي عودة إنشاء الله .