عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2011, 04:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسمين الشام الصيرفي
عضو جديد مشارك

الصورة الرمزية ياسمين الشام الصيرفي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ياسمين الشام الصيرفي غير متواجد حالياً


افتراضي يحق للغاضبين ........ ما لا يحق لغيرهم !!؟؟






ملاحظات هامة قبل قراءة الموضوع:



1- أعتذر أولا عن طول الموضوع وتشعبه ... لكنه موضوع أحاول اختصاره قد الإمكان .... بينما هناك من يكتب كتبا ومجلدات حول هذا الموضوع

2- أعتذر إذا كتبت أمثلة كثيرة عن نفسي ... لكنني أحاول ألا أتطرق لأي شخص بعينه تفاديا لأي إزعاج قد يسببه المثال.

3- الموضوع غير تخصصي وليس بحثا علميا ... إنما هو مجموعة من مشاهدات تمر بحياتنا اليومية.

4- سأنشر الموضوع هنا على أجزاء منفصلة نظرا لطوله.








يحق للغاضبين ما لا يحق لغيرهم !!؟؟




نتعرض بحياتنا دائما لمواقف تثير غضبنا وحنقنا وانزعاجنا
منها ما يجعلنا نغضب غضبا خفيفا ومنها يجعلنا نغضب أكثر وأخرى تفقدنا صوابنا تماما
لا أكتب اليوم مقالا علميا عن الغضب وأسبابه ودوافعه بل أكتب بناءا على ميزة اكتشفتها مؤخرا بنفسي تتعلق بموضوع الغضب
أنا شخص قلما يغضب ونادرا جدا ما يثير حنقي أمر ما وعندما أغضب فعلا فإنني سرعان ما أتمالك نفسي وأنظر للأمر وأناقشه بروية وعقلانية قدر المستطاع.

الحديث ليس عني بل عن أشخاص نواجههم وهم بحالة غضب فكثيرا ما نواجه أشخاصا يصعب التفاهم معهم أو يصعب تهدئتهم عندما يغضبون, هؤلاء الأشخاص يعبرون عن غضبهم بأساليب مختلفة قد تكون بالصراخ أو بتحطيم كل ما يقع بين أيديهم أو بالضرب أو بالتلفظ بكلمات نابية مسيئة للطرف المقابل وبعد أن يهدؤوا سيعتذرون عن كل ما بدر منهم من أفعال أو أقوال قد تخيف أو تزعج الطرف الآخر معللين ذلك بأنهم كانوا بحالة من الغضب الهستيري مما أفقدهم صوابهم وجعلهم يتصرفون بشكل (لا إرادي) وأول كلمة عتب توجهها إليهم عن تصرف أخرق تصرفوه سيقابلونك برد " فقدت السيطرة على نفسي وعلى تصرفاتي ولم أعي ما فعلت"

أدرك أن للغضب درجات هناك غضب طبيعي نشعر به عند مواقف عادية تثير غضبنا وهو غضب شائع بيننا جميعا وغضب أكثر بقليل وهو غضب يبدأ بالوصول بنا إلى مرحلة الغليان أو مرحلة ما قبل الانفجار وغضب أكثر بكثير وهو غضب تتفجر معه كل مشاعر الحنق الدفينة في صدورنا لنترجمها على شكل أفعال وأقوال (لا إرادية)
وضعت كلمة لاإرادية بين قوسين لأن هذه الكلمة تطرح تساؤلات عدة منها:
ترى ما هي الأمور التي من الممكن أن توصلنا إلى هذا الحد من الغضب ؟؟
وإلى أي مرحلة نستطيع ضبط أنفسنا وكبح أفعالنا والتصرف بشكل إرادي ؟؟

ما أريد الوصول إليه أنني لا أصدق فكرة أن شخصا ما غضب لدرجة أنه لم يعد يعي تماما ما يفعل وإلا أصبح حالة مرضية أو ضربا من الجنون.

قد أكون شخص عقلاني "زيادة عن اللزوم" أو شخص لا يثير اهتمامه أي شيء أو ربما أكون شخصا لم يتعرض بعد لموقف يصل به إلى أقصى درجات الغضب مما جعلني أكتب ما كتبت لكنني أؤمن بأن الغاضب يعي تماما ما يفعله ......... قد لا يتمكن من السيطرة على يديه أثناء التحطيم أو الضرب أو قد لا يسيطر على لسانه أثناء قوله كلمات مسيئة بحق الطرف الآخر لكنه يعرف تماما ما الذي يقوم به أو يقوله.

سيغموند فرويد المحلل النفسي الشهير تحدث عن شيء من هذا القبيل بأننا قد نتلفظ بكلمات مخالفة عما نود قوله لكنها تخرج من أفواهنا فجأة ودون سابق إنذار هذه الكلمات مصدرها العقل الباطن وهي كلمات وأفكار موجودة لدينا لكنها مخزنة في عقلنا الباطن ولا نخرجها للعلن لكننا نلفظها في غفلة من محاكمتنا العقلية مثال على ذلك "مرة كنت أتحدث مع زميلتي عن موضوع يتعلق بعملي وأناقشها به بينما كنت في واد آخر بعيدا عن النقاش المطروح ..... كنت أفكر بجامعتي .... وأثناء النقاش خرجت مني كلمة لا تمت لموضوع العمل بصلة بينما تدخل بصلب موضوع جامعتي الذي أفكر به, استهجنت زميلتي الكلمة بأن لا محل لها هنا واستدركت أنا فورا الكلمة واستبدلتها بالكلمة المناسبة"
المثال المطروح أعلاه لا علاقة له بموضوع الغضب الذي أتحدث عنه لكنه يشرح تماما رأيي بسيطرتنا على كلماتنا أثناء الغضب وهي أن كل تصرف أو كلمة نأتي بها منبعها العقل الباطن بكل تأكيد وأننا لا نجلب كلمات من فراغ أو من العدم فمثلا عندما أختلف مع صديقتي حول موضوع ما ونشب بيننا خلاف ليتحول إلى مشادة كلامية سأبدأ بقول كلمات لا يمكن أن أقولها لصديقتي لو كنا بحالة طبيعية لكنها تطفو على السطح عند الخلافات والمشادات الكلامية – هذا على فرض أنني شخص لا يستطيع التحكم بأقواله وأفعاله عند الغضب – كأن أقول " أنا أكرهك – أنت شخص فارغ – أو - أو - أو ............الخ" من كلمات مسيئة لصديقتي.

خلاصة ما سبق ذكره هو كالتالي:
- كلنا تجتاحنا مشاعر الغضب بلحظات معينة و"قد" نصل لمرحلة لا يمكن معها أن نسيطر على أفعالنا وأقوالنا لكننا نعي تماما ما نقوله ونفعله.
- نعرف أننا أشخاص غاضبون .... إذاً علينا احتواء غضبنا بأنفسنا منذ البداية كي لا نصل إلى مرحلة " العواقب الوخيمة" وألا ننتظر من الطرف المقابل تهدئة الموقف لأننا قد نواجه أشخاصا أكثر منا انفعالا.

الموضوع متشعب جدا ويدخل بالتحليل النفسي وبطبيعة النفس البشرية وهو أمر نسبي بين الناس والمواقف والحالة النفسية التي نمر بها.






التوقيع

إذا كان في قلوبكم مكان للعطر
اضغط هنا لتزورني في مدونتي

ياسمين الشام
من دون شمع

رد مع اقتباس