معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
ملك دمشق
ملك دمشق
ملكٌ ملأ العيون روعة , والقلوب محبة , قريب بعيد , سهل محبب ..
أصحابه تشبهوا به , تسابقوا إلى المعروف , تأسى به الخلق أجمع حتى القاضي الفاضل ..
مجلسه حفلٌ بأهل العلم , يحسن الاستماع والمشاركة , و يأتي بكل معنى بديع ..
كان لا يلبس إلا ما أُحل , مجالسه منزهة من الهزل , محافله آهلة بالفضلاء , يؤثر سماع الحديث بالأسانيد ..
حليم , مقيل للعثرة , تقي نقي , وفيّ صفي , يغضي ولا يغضب ..
لم يرد سائلاً , ولم يخجّل قائلاً , كثير البر والصدقات , ما صلى إلا في جماعة ..
شديد القوى , عاقل وقور , شجاع رحيم , مهيب كريم..
أطلق مرة اثني عشر ألف فرس , و ما انطلق هو مرة إلا استعار فرساً ..
لم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهماً , لم يخلف ملكاً ولا عقاراً , ولا ضيعة ولا بستاناً ..
ولم يختلف عليه في أيامه أحد من أصحابه ..
كان الناس يأمنون ظلمه , ويرجون رفده , وكان أكثر ما يعطي الشجعان والعلماء , وأرباب البيوتات , ولم يكن لمبطل ولا لمزّاح عنده نصيب ..
محاسنه جمّة , لا سيما في الجهاد , وله اليد البيضاء ببذل الأموال والخيل المثمنة لجنده ..
له عقل وفهم وحزم وعزم ..
مَلـَك دمشق سنة 570 هـ , واستقطب سكانها بالهبات والأعطيات , وأزال عنهم الضرائب , أصلح في البلاد الأمور , وحمى الثغور ..
اهتم اهتماماً بالغاً بالجيش , فقد نظم جيشه بشكل جعله آية الآيات , وثقفه بشكل عقائدي , حتى أصبح الفكر متجهاً إلى مقصد واحد , واستمات المسلمون في تأييد ملكهم , وكانت النجدات تأتيه سراعاً , وحاربوا معه بكل ما أوتوا من قوة !
الملك أحب دمشق وآثر الإقامة فيها , ملأها بالخيرات من جميع الأقطار , وكان له بالغ الاهتمام بعمرانها , فكان ينفق على عمران دمشق بلا حساب ..
وكان نواب خزانته يخفون عنه شيئاً من المال حذراً أن تفاجئهم ملمة , لعلمهم بأنه متى علم به أنفقه ..
كان يقول : إن مرادنا من البلاد رجالها لا أموالها , وشوكتها لا زهرتها , ومناظرتها للعدو لا نضرتها ..
عدّ بناء المدارس من أهم المشاريع العمرانية , بغية تحقيق غايته الأولى , وهي تكوين طبقة مثقفة واعية تكون عوناً له في منهجه وحكمه وقيادته ..
بنى العديد من المساجد , والخوانق لإيواء المسافرين , وقد أمر بتحويل الكثير من السجون إلى مساجد ..
ووالله لقد منّ الله على دمشق بملوك مثل هذا , فقد أعاد لدمشق رونقها وازدهارها بعد أن خربت خلال العهود السالفة على أيدي العسكر والفاسدين ..
قيل إن دمشق وصلت في عهد ملكها مرتبة الكمال , وأصبحت مدينة العلم والبناء والجمال , وغدت من جنة الله مثال ..
ولد الملك سنة 532 هـ وتوفي 589 هـ
رثاه العرب والعجم
أظن أنكم عرفتموه , فما شهد التاريخ ملكاً مثله
ولا عرفت الفتوحات العظيمة إلا بعهده ..
1- من هو هذا الملك المشهور ؟
2- برأيك هل صلاح البلاد بصلاح الشعب أم بصلاح القائد ؟
3- هل تتجلى مشكلتنا في الخاصة أم العامة ؟
4- هل يكفي وجود قائد محنك دون بطانة خير ؟
5- أم هل يبشر الشعب الواعي بمستقبل أفضل ؟
التوقيع |
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الـــــــــحياة عقـــيدة وجـــهاد
المحامي محمد عصام زغلول
|
|