عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2010, 01:09 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عاش بعث العرب
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية عاش بعث العرب

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عاش بعث العرب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: من تجارب الآخرين في بناء دولة القانون محكمة النقض الفرنسية 1

تحية الحق والعروبة



حقيقةٌ لا بد لي أن أُعلنها ....
فللوهلة الأولى وعندما قرأت ما قرأته ، تنطحت أمامي رغبتي ، دافعةً بيّ للردِ على ما جاء في هذا الحديث ، ولكن كيديَ أوقفني لِمَا رأيتُ فيما أسلفه الراوي من حماسةٍ ديمقراطيةٍ غريبةٍ في شكلٍ أثار بوجداني محركَ الكتابة والتحليل ، فعزمت بنات أفكاري ، متمنيا عليهم الاقتصار على الفكرةِ المُرتابِ منها ، ولو أنني لمْ أتبين فكرةً واضحةً في هذا النص بسببِ التناقض المتكرر والضبابية المُيئِسة التي كانت سمته الغالبة .

أقول وبكل صدق أن حقيقة الباطل باطل ، وباطل الحقيقة باطل ، ولهذا فمن الحق أن أُقِرَ ، بأنه لا يمكن أن يصبح حقيقة ما كان أساسه باطل ، فالباطل وفي أحسن حالاته لا يعدوا عن كونه هباء منثورا

لا يمكن لأي طاغية أن يبني دولة قانون ، وهذا يحتم على المتلقي لهذا الكلام أن يسلم بأن حمورابي كان راهباً متنسكاً في كهوفِ العبادة ، وبأن مؤســسي دولة اللاهوت الإسلامية في عهد النبي محمد ( ص ) وخلفائه الراشدين سفاحون قتله ، ويا لخجلنا وحيائنا من حُماةِ الحرية الفرنسية في عصور النهضة المزعومة وورثتهم وأحفادهم ومحبيهم ومناصريهم في القرن الواحد والعشرين عندما يعلمون أن نابليون العظيم باني دولة الحق و القانون في أوروبا العصرية ما هو إلا سفاح قاتل مهووس.

للذين يتبجحون بالدولة الديمقراطية التي أبت إلا أن تفيض بقدسيتها وحبها للحرية على العرب الجزائريين فأكرمتهم إكباراً لحقوقهم في التحرر ، بمليون قتيل ، بَخِلَ عليهم تاريخ المعاصرة الحاضرة بقليل من الاحترام ، أولئك لم يكونوا شهداء وليس بينهم شهيدٌ شاهدَ هولَ ما صنعته الديمقراطية الفرنسية بالعالم في زمنٍ كانت لها فيه اليد العليا ، أولئك كانوا ضريبة لا بد منها في رحلة الديمقراطية السمحاء

أما ثوار الخير من فرسان الهيكل و رجالات فرنسا الخاضعين لله بما تفضل به عليهم يوم نصرهم النصر الأكبر على جلاديهم بوقت الثورة الصناعية الجليلة ، فقد استمتعوا بالرد على الإجرام بالإجرام ، هؤلاء ليس عليهم مأخذٌ ، ولا بد أن ندعوا لهم على ما أتحفونا به من دروسٍ ديمقراطيةٍ في كيفية قطع الرؤوس و تطوير آليات التعذيب والاستنطاق وأخذ الصالح بالطالح ، ليوروا العالم بأسره جمال الرد الهادئ.

هل سجل التاريخ أنهم ليسوا بأحسن حال من أمة أُشغِلتْ بفكِ الطوق الآسر المفصل على مقاسها بالتوافق والتراضي بين الراغبين في ديمقراطيتها ، لا أذيع سراً ، إنني من أكثر المتأثرين إعجاباً وتعجباً من مناصري الفلسفات السياسية العلمانية و الوجودية و الدينية والعقائدية و الحزبية الديمقراطية المعاصرة الحديثة ، التي تُرفَعُ لها المآذن بالتبجيل ، وتعقد لها مجالس الرقص الشرقي وغير الشرقي في مدارسٍ هي أولى بعمليةٍ إرهابية وفق المعتقد الغربي لمفهوم الإرهاب ، لا تبقي ولا تذر ، فتلك أولى بالزوال هي ومن أدرجها من آلهة حكام صهيون وأذنابهم من عصابات القتل والسرقة مافيا الظلام أعضاء المحافل الماسونية الوهم .

( لا تقوم طويلا دولة على ركائز الاستبداد ) ، تلك الدول التي ( تحمل بذور فنائها ) وطبعا وبلا شك ويقينا أن المتابع الواعي لسلسلة التحف الفكرية الديمقراطية الحديثة لا يسهى عن جمال وسحر الانحلال الرأسمالي في تلك الدول وأهمها وبلا منازع دولة بلاد العم سام ، تماشيا مع معتقدات مارك توين أكثر المخبولين عشقاً لديمقراطيتهم النيرةِ التي تذوقها عند تلاوته للمشهد الديمقراطي في كوخ العم توم ، فلو كان المقصود بذلك تلك الديمقراطيات ، فهذا بشارة خير وأمل إلى فناء دولة الاستبداد الأعظم تاريخياً ، وليسجل ذلك – التاريخ - الذي أنكر على الناشطين الإرهابيين في حماس والجهاد الإسلامي سبعة ألاف سنة قضوها على الأرض الفلسطينية .

التاريخُ ذاته الذي أعلن هتلر إرهابياً من الطراز الرفيع ، لا لشيء إلا لاحتلاله في مسيرة طموحه الخطير لمناطق الألزس واللورين من بلاد السيد شارل ديغول .
هل علم الديمقراطيون ممتهني الاستعمار ماذا فعل هتلر العصر الحديث بالالزس الغربية وقطاع اللورين على ارض فلسطين المقدسة .

هل سجل التاريخ دعم شيوخ ومؤمني الاليزيه ، للمخاض المرتب بمعرفة ورعاية المقرفة ، صاحبة أقذر ابتسامة عرفتها مزابل واشنطن ، المسعورة رايس من أجل ولادة شرق أوسط قبيح .

التاريخ ذاته الذي أنكر على عصابات المقاومة الوطنية و الإسلامية ، وعلى من يدعهم من الدول المارقة في المنطقة الإسلامية والعربية وفق المعتقد الانكلوا صهيوني ، و على من يتجرأ بذكر حقوقهم من أمثال شافيز اللاتيني ، ولي سونغ سيد العذرية النووية في تلك الدول ، وسلطان الفتح التركي رجب طيب أردوغان ، حقهم في أنجاز استحقاق الدولة الحرة المتطورة المتحضرة الديمقراطية كما يشاؤون هم ، لا كما يشاء بلهاء العقل المتحضر العصري في مدن الضباب .

بكل تأكيد الدول غير العصرية من دول المغرب والمشرق العربي وغير العربي في العالم الخامس والسادس والسابع ومن تم تصنيفهم على قاعدة البيانات الديمقراطية بدول العالم الثالث مسلوبي الإرادة ومستحقي الإدارة الواعية الساعية لنفطهم وألماسهم وباقي ثرواتهم الطبيعية هي أكثر الدول الراغبة في الديمقراطية المنسوجة بأيديهم لا بأيدي أكاسرة وأباطرة العصر الحديث .

الاسكندر الأعظم فاتح العالم هو في رؤية الأوربيين الديكتاتور الأشرس ، وما دولته غير المعاصرة إلا بُقْيا من بقايا نظام جورج واشنطن و القديس أيزنهاور.

في إيران ثورة إسلامية ابعد ما تكون عن التحضر العصري ، في وقت الحضارة المصحوبة بنعيق غربان البيت الأسود الأمريكي الواقع - ويا لسخرية القدر - في الجهة الشرقية من أماكن هبوب زوابع الدول العلمية المتحضرة في صحراء نيفادا ، حيث الديمقراطيون الأوربيون هم شركاء الحرية الحقيقية عند إجراء التجارب المباحة على كل سلاح جرثومي أو ذري ، لربما وفي يوم من الأيام لعبت القدرة الخفية وفق المفهوم الوجودي دورها في قلب العصا على من عصى لتفني تلك الحضارة ، مقتطعةً كل الوقت الذي قضاه أولئك الديمقراطيون في تنغيص حياة البشرية .
وقتها فقط سيكون لدينا الجلد أن ندعم القول المطروح والاتهام الملزم بتجريم كل ما يمت إلى الأصالة والأسطورة والرمز والقادر بصلة ، مرفقين بها ما اقتطعته تلك الوحوش في هيروشيما ونكازاكي من فكر إنساني حق عليه العقاب بدون تعصب أو تمييز.

إن الدول الشمولية الظلامية محبة الموت حسب مزاعم المفهوم الغربي ، لن تكون قادرة على التحرر من همجيتها وأحزابها الشمولية ، إلا إذا تابت إلى موجدها وانصاعت للحذاء الديمقراطي الأبيض ، ولكن ولأنها ذات فكر متحجر ، لن تنصاع لما أؤتي إليها من رسالة ، لذلك لابد من فرض الحرية عليها بالاحتلال ، حتى ولو خلفت تلك الحرية خمسة ملايين قتيل وملايين المشردين وبلاد بادت وانتهكت حرماتها و سرق تاريخها وثرواتها ، لايهم كله كرمى عيون الديمقراطية .

كنا نظن أن أهم مبدأ من مبادئ الديمقراطية المزعومة هو حرية الاختيار، وإعطاء الأولوية للأفضل في عملية اصطفاء يقوم بها من يقوم بها، لنحصل على نسبة 51 % من الأصوات في الانتخابات النزيهة، منكرين نسبة 99 % إذا ما حدثت في انتخابات الحاكم الجائر.
ما هذا الاستهزاء بعقول البشر ومن سيصدق بعدْ تلك الأكاذيب، وما تلك الأسطورة غير واجبة التقديس ، وإن كان البطل في دول البطولة منسي فمن هو الجدير بالثناء ، هل يعقل أن نقوم ونقعد على حكاية الجيش الذي لا يقهر بعد أن مرغت عصابات الحق المرعبة - من محبي فلسفة الشهادة أو الموت كما يحلو لمشيئة من يستعذب تلك التسمية من أبناء الفقراء في المقاومات المُدرسةِ في عقر جامعات ومعاهد الديمقراطيين الغربيين - بكراماتهم غير الموجودة تراب جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية والعراق ، أم أن قدسية البراعة الروحانية لمستخدمي بلاك ووتر و وكالة الاستخبارات المركزية العاجزين أبدا هم ولاعبي الحنكة الغيبية عن الإيقاع بفيدل كاسترو بعد أكثر من ستمائة محاولة اغتيال فاشلة ، والنائمون في القطران عن ثورة العزة والإيمان في إيران المسلمة التي وجهت اكبر صفعة لعقل الديمقراطية الشيطاني بامتياز ، والفاشلون وبكل فخر في قلب نظام الممانعة الشافيزي النفطي في فنزويلا ، والزاحفون برغم ديمقراطيتهم من كراسيهم وحتى أعتاب عرين الأسد في دولة العرب الأخيرة ليطلبوا الود الذي ضيعوه في صيف تموز.

الديمقراطية هي الكذبة الكبرى التي أستخدمها أستاذ أبله ليبرر طرده لتلميذ مشاغب خالف كلامه وأظهره بمظهر الغبي ، بعد أن ادعى عليه بالخروج عن القانون و الأصول المتبعة في مدرسة وقف مديرها لمناصرة الباطل مرغما التلميذ غير الديمقراطي على مغادرة مدرسته دون أن يمنحه الحق في الدفاع عن نفسه ليكتشف العالم بعد مقاومة عنيفة خاضها ذلك التلميذ ضد مصاعب الحياة وانتصر فيها بأنه عالمٌ مبدعٌ لا غاية له إلا أن يعطي الناس من فيض عقله الراجح .

تجارب الديمقراطية المزعومة هي لعنة مؤكدة .
وحيث أنني قد عرفت الآن من كان سبب ظهور بدعة التدرج القضائي في التاريخ فإنني وبلا حرج سأسمح لنفسي بلعنه ، لعنة لا تحول ولا تزول .

قبل أن تبحث لنا الديمقراطية عن ثغراتٍ وأبوابٍ لنقض حكم أو إعادة محاكمة ، ليتركوا عذرية قضاتنا على حالها .

وان كان القاضي الناقض مخالف لرأي القضاة الأدنى فمن سوف نصدق .

تريدون الاستفادة من التجارب ، عليكم بتقوى الله أولا وبعد ذلك ، ستكتشفون أنكم الأميز ، و أنكم الأجدر بأن يستفاد من تجاربكم لا العكس .


دمتم



عاش بعث العرب






التوقيع

أنَّا ليعرُبَ أحفادٌ عقيدتُنا كَسْبُ المعالي وحَسْبُ المرءِ ما اعتقدا
لنـا و أمثالِنـَا العلياءُ مذ خُلِقَتْ وليسَ ينسى لنا التَّاريخُ ما شَهِدا
وما فتئنا نَزُّفُّ الدهـر كوكبـةً منَ العطاءات لولا وهْجُها بَرَدا
ونزدهي اليومَ أَنَّا في حمى أسَدٍ حِمى المروءات يهمي غيثُها جَلَدا
إذا المعـالي حكت عن ضيغمٍ حَرِدٍ فليس الاهُ تعني الضَّيغَم الحَرِدا
رد مع اقتباس