مشكور مجهودك أستاذ أحمد ، ولكن ربما يكون لدي وجهة نظر أخرى ...
إن المشابهة بين الأحكام من حيث المآل ( حمواربي / التوراة ) لا تعني أن التوراة كان من مصادرها الرئيسة "شريعة حمورابي" ، فالموضوع لايتجاوز أن الأعراف متشابهة في مجال زمني ومكاني واجتماعي متقارب .
على كل يجب أن نفرق بين التوراة التي لطالما ذكر الله تعالى في قرآنه الكريم موصياً أنبياء بني إسرائيل أن ( خذ الكتاب بقوة ) دلالة على قوة مصدرها ووجوب الالتزام بها ، وبين ما يظهر في بعض من النصوص التوراتية المذكورة أعلاه من حشو وتلفيق ( الإسرائيليات ) ، فلا يمكن لسيدنا إبراهيم أن يطرد زوجته هاجر ، بل هو قد سافر معها إلى مكة ، وكان بعد ذلك أن عاد إلى زوجته وأعاد بناء الكعبة مع ابنه البكر اسماعيل ، الأمر على أحسن الظروف أن سارة طالبت بـما يمكن أن نسميه اليوم بـ ( مسكن شرعي ) خاص بها وبزوجها لا تشاطرها فيه ضرة ، وليس المقصود هو الطرد بالشكل الذي أراد أن يلقي به النص في تفهم قارئه بأن سارة أفضل من هاجر لأنها أم أول أنبياء اليهود " يعقوب " أي "إسرائيل" ، ويؤكد ذلك إذا ما تذكرنا بأن سيدنا إبراهيم - خليل الرحمن وأبو الأنبياء والذي يفترض مع هذه الصفات أن يكون عادلاً لا يخشى لومة لائم بأن يكون هو الآمر صاحب الكلمة الأخيرة .
ولا أدل على الإسرائيليات مما ورد بعد ذلك النص بأن سيدنا إبراهيم قد واقع ابنتيه بعد أن سقتاه خمراً .
بذلك فإن لا معنى ولا دلالة لأي تشابهة أو حتى تطابق بين أحكام نصوص التورارة وبين سواها من النصوص