عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2005, 09:04 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
القاضي عبد الله زيود
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي اعتراض القاضي علي زيود على مرسوم تسريح القضاة

السيد رئيس الجمهورية العربية السورية

مقدمه : القاضي عبد الله زيود – محافظة حماه – بلدة كفربهم .

السيد الرئيس :

لقد صدر قراركم بتسريح عدد من القضاة في خطوة لتطهير الجسم القضائي من العناصر الفاسدة .
وأقسم بالله العظيم وبأولادي ويقيني ، أنني سررت جداً وابتهج قلبي عندما سمعت صدور المراسيم من وسائل الإعلام ، ثم وكأنني أصبت بصاعقة وأسرتي عندما علمت أنني من المسرحين ...
سيادة الرئيس :
كنت أتمنى أن أكون كبش فداء لهذا الوطن الذي سبق وأن قضى شقيقي فداء له ، لكني لم أتوقع يوماً أن أكون كبش فداء لثلة من القضاة ضعاف النفوس الذين لبسوا الثوب وأساؤوا إليه ، ولا يزال بعضهم قابع على كرسيه وقد نفش ريشه وتحول بقدرة قادر بين ليلة وضحاها ، إلى مثال للشرف والأخلاق والنزاهة وغدونا نحن الشرفاء خارج فلك الوطن الذي ما فتئنا مذ وطأت أقدامنا عتبة القضاء نجاهد في سبيل تلميع صورته ، في الوقت الذي كان فيه أولئك الذين لم يطالهم القرار من القضاة يشوهون صورته في كل يوم بصفقاتهم لقاء بيعهم أخلاقهم وشرفهم المهني ( والشارع في سوريا يعرفهم ويشير إليهم بالأصابع حتى أن الناس بدأت تقول أن القضاة الفاسدين ما يزالون على كراسيهم ) .
سيدي الرئيس :
لم أكن يوماً محل شبهة لأحد أو أمام نفسي ، لكن ما حصل كان كقصة بدأت بالسيد الوزير الذي اجتمع بالسادة المحامين العامين في المحافظات وطلب مقترحاتهم لتسريح بعض القضاة . وكان أن أصابت ترشيحاتهم بعض أصحاب السمعة السيئة من جانب ، وتسببت بكارثة حين إصابتها أولئك الذين لا تربطهم بالمحامي العام علاقات ودية أو كان فيما بينهم خلافات شخصية سواء داخل العمل أم خارجه ، فكانت الفرصة سانحة أمامهم لتصفية حساباتهم وتنفيذ أحقادهم الشخصية .
لقد كانت هي الطريقة التي اعتمدها السيد الوزير لتسريح القضاة دون الرجوع إلى الملفات والأضابير ، وكان الحساب العسير الذي طال بعض الشرفاء ذوي السمعة العطرة عند الجميع إلا عند من أدلى بشهادته عنهم ن وكانت الكارثة والمصاب الأليم ألذي ألمّ بنا بينما كان برداً وسلاماً على الآخرين لأنهم شكروا الله أن اكـْتـُفيَ بتسريحهم دون محاسبتهم أمام القانون والقضاء ........
سيدي الرئيس :
أناشدك بحق الله ، بحليب أطفالنا ودموعهم ودموع أمهاتنا وأوجاعهن يا أبا الطفولة ، أيرضيك أن يكون مصير أطفالنا ومصيرنا قدر لم يصنعه الله ، أو لم يكن إنجاز حق أو حقيقة .... لن يرضيك ذلك ولن ترضى أن تدور الدوائر على الشرفاء ، ونحن كلنا ثقة بكم سيادة الرئيس .
نرجوك ونتوسل إليك أن تعيد النظر في أوضاعنا بتشكيل لجنة تحقيق على أرفع المستويات ، وليكن مصير الفاسد منا ظلمة السجون واستهجان الناس له ، لا سيما أننا لم نعتاد أن يحيق بنا كرب أو ظلم في عهدك .
دمتم عنواناً للحق وعوناً لكل مظلوم ، وبارك الله في كل من يعين مظلوماً وأنت خير المعينين .
دمتم ودام الوطن .


منقول عن القاضي عبد الله زيود : ( كلنا شركاء ) 12/10/2005







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 01-12-2009 في 09:58 AM.
رد مع اقتباس