سوريون أمام قصر العدل بدمشق : خطوة تسريح القضاة الـ 81 غير كافية و يطالبون بمحاكمة علنية الاخبار المحلية
قائمة بأسماء القضاة المسرحين من الخدمة
في رد غير متوقع من قبل أحد المواطنين ممن كانوا يجلسون في زاوية أمام سور القصر العدلي بدمشق عارض هذا المواطن الأربعيني و الذي كان يرتدي بزة بيضاء متسخة كثيرا من على حواف جيوبها إحالة 81 قاضيا إلى بيوتهم و توقيفهم عن العمل،
و بعد رده على هاتفه الجوال ما بين فينة و أخرى و تطميناته التي كان يطلقها و يقفل كل جملة من حديثه بعبارة "محلوله لا تخاف".
قال هذا المواطن و الذي على ما يبدو يعمل في "سلك" الواسطات المعروف في سوريا بأن هذا الإجراء غير عادل، مضيفا بأن الجميع يعلم بأن الفساد في أغلب المؤسسات الحكومية دون استثناء، و لفت الرجل إلى وجود الظلم في أقسام الشرطة عندما يوقفون الناس بقضية ما، و هنا و حسب الرجل إذا كان القاضي سيطبق القانون حسب الضبط فسيظلم الناس، و شرح قائلا "لا بد من وجود إذا ما أحببت أن اسميه "المفاتيح" عند القضاة، و هم الذين يوضحون لأي قاض ملابسات الموضوع".
ـ و لكن حسب ما نعرف بأن هؤلاء "المفاتيح" ينصبون على الناس..رد الرجل و على وجهه ابتسامة العارف "لا يا أستاذ حتى هذا العمل سمعه"، و أضاف " أرجوك كلامي ليس للنشر ..لأنك إذا فعلت سأقاضيك "!!.و قفل كلامه بابتسامة ايضا.
و حقيقة أثار المرسوم الرئاسي الخاص بهؤلاء القضاة ردود فعل متقاربة عند الناس في النتيجة لجهة الموافقة و التشجيع للإجراءات، و المطالبة بالمزيد،و كذلك المرسوم الخاص بزيادة رواتب القضاة في سوريا بنسبة 25 % .
من أمام المحكمة بدمشق و في داخلها ووسط ضجيج يختصر مشاكل المدينة و ربما ريفها يعلق "جمال سعيد" الذي كان ينتظر أحد المحامين على مدخل المحكمة بأن هذا الإجراء رائع ، و لكنه لا يكفي .
و يشرح جمال قائلا: خلف كل مرسوم أو قرار حكومي أو رئاسي غاية، و على الأغلب نبيلة تتعلق بمصالح الناس، و هنا تأتي خطوة زيادة رواتب القضاة جديدة، و لكن السؤال هل تسريح 81 قاضيا من الخدمة سيوقف الرشاوى في المحاكم؟، و الأمر الثاني و أعتقد أني مصيب به لماذا لم يقدموا هؤلاء إلى المحكمة إذا كانوا مذنبين؟، و بالتالي يكون درس لكل من تسول نفسه التحكم بالعباد".
أمام قاعة المحامين في المحكمة كان "خليل حسن" ينتظر أحد اصدقائه، و أخبرنا بانه قادم إلى دمشق من مدينة طرطوس و قد أبدى خليل ارتياحه لما حصل، و نوه بأنه لم يتوقع جولات وزير العدل أن تؤدي إلى ذلك و خاصة عندما زار الوزير طرطوس فقد أخبرت أصدقائي بأنه لا جدوى من كل جولاته.
و شرح لنا:" خطوة زيادة رواتب القضاة جيدة ، و أفضل أن تكون الزيادة أكثر من ذلك، حتى تكون المحاسبة في المستقبل بشكل واضح أيضا، و تخيلوا معي أن هؤلاء القضاة الذين صرفوا من الخدمة عرضوا على القناة الأرضية في التلفزيون السوري، و دون رحمة، ألا يخاف غيرهم ، و خاصة أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من التفكير لأنه بحاجة إلى وزير نظيف و رئيس حريص على الناس في سورية،و بالفعل نشكره و نتمنى أن يكمل،و أن لا يتوقف هنا، و خاصة في موضوع محاربة الفساد في قطاع القضاء و الذي يعرف كل سوري مدى فساد هذا القطاع، و حتى أضحى كل من لا يرتشي من القضاة نكرة".
و طالب "نائل" الشاب الذي أعتقد أننا من الأمن و نسأل عن ردود فعل الناس تجاه قرار السيد الرئيس بخصوص القضاة،، و بالطبع تم تصويب عملنا أمامه،فقد اعتبر الخطوة غير كافية، و خاصة أنه أقترح نشر أسماء القضاة في الجريدة و أمام الإعلام، لأنهم حسب ما أخبرنا كانوا مثل الآلهة لا يمكن الاقتراب منهم او مجرد توجيه ملاحظة على عملهم.
و أشار إلى ضرورة تبيض المحكمة مثلما تبيض السجون من القضاة و الكتاب و الموظفين الذي تعودوا على آليات عمل فاسدة و مفسدة، و توظيف أناس جدد و بدون رحمة بمن ضر الناس، لأنهم ظلموا و دون أي وزع من ضمير و قال الشاب " أطلب من الرئيس ووزير العدل ان يستمر بالأمر، و لكن أن تكون المحاسبة علنية و أن تحجز على أموالهم التي سرقوها من الشعب، حتى نقول بالفعل أننا بخير.
و حقيقة كل من التقيناهم أكانوا على باب المحكمة أم بداخلها، طالبوا باستمرار المحاسبة داخل السلك القضائي، و أن تكون المحاسبة علنية و امام الناس دون أي اعتبار لأي شخص يتجاوز القانون، و الجميع أجمع أيضا على ضرورة زيادة رواتب القضاة، تحت نتيجة ربما وصلنا إليها و تعبر عن هواجس الناس بأنه إذا فسد هذا القضاء فعلى مؤسسات الدولة كلها ..السلام!!
و من أمام المحكمة و في طريقنا إلى سوق باب الجابية سألنا بعض التجار، و فيما يخص هذه الموضوع ، و كل من سألناهم أعتبر الخطوة جدية و جيدة و لكنها غير كافية أيضا، و بالطبع منهم من رفض التعليق نهائيا على الموضوع معلقا "ما في أمل"..و الطريف في الأمر أننا وصلنا إلى مقبرة باب الصغير بدمشق و سألنا حفار القبور سامر على القرار فأخبرنا أنه لم يسمع به، و لكنه علق " أرجوك أن تكون هنا في المقبرة عندما يموت أحد القضاة، لتشاهد بأم بعينك السيارات التي تأتي إلى جنازته..يمكن كلها حرام"!!.
خالد سميسم ـ سيريانيوز