أخي الكريم الأستاذ ناهل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
على طرافة بعض الحلول التي كنت قد أوردتها والتي لا أنكر أن الأطرف منها جاء نتيجة ما رأيته من معاناة في التنفيذ على بعض الشخصيات ( الحساسة ) كما سماها الأخ عمر الفاروق في موضوع آخر ، فذات مرة أردنا أن ننفذ حكماً بالإخلاء على منزل وزير كان قد استأجر في ظل قانون "إيجار ذوي المناصب" وعبثاً حاولنا التنفيذ بالشكل المرسوم قانوناً مما اضطرنا إلى القفز فوق القانون لأجل تنفيذ القانون !!!
بجميع الأحوال أرى أن الفقرات الثلاث الأولى حتماً صحيحة بالكلية ،،،
فعن تولي المرأة القضاء فإني أتنزه عن وصفي متعصب ومتجني على المرأة ولكنها ببساطة لا تصلح أبداً لهذا المنصب لكثير أسباب منها :
1- المرأة عاطفية بطبعها ( إثباتات لا حصر لها ) مما يرجح ميلها للتعاطف مع أحد الخصوم على حساب الطرف الآخر ، وحتى وإن هي تجردت عن العاطفة فإنها تكون بذلك تجردت عن ذاتها لتصبح أجنبية عن كل شيء .
2- إن التشريع الإسلامي من خلال مصدريه الأولين الأساسين والتي جاء بها الكثير من الأحكام الاجتماعية قضى على لسان نبييه ( لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ) وتلك حقيقة وحكمة مطلقة ذكرت لصلاح المجتمع بغض النظر عن العبادات ، فمن أحسن من الله قيلا ، فنحن في مرحلة لا نحتاج فيه إلى التجريب لنعرف النتيجة بل نحتاج إلى سلوك طريق نعرف حتمية نجاحه ، أو على الأقل انخفاض نسبة فشله بالنسبة للبدائل الأخرى .
3- حتى ولو وجدت في التاريخ الإسلامي بعض القاضيات إذا صح التعبير فهذا شأن خاص والخاص لا يعمم ، وهو ليس بقاعدة ، ويمكنك الموازنة بسهولة بين تلك القاضية وقاضية اليوم ، فلقاضية اليوم ربما تحرص على حضور برنامج SWAN ( كبرنامج يصدر الشعور بالقباحة إلى النساء ) ، وهي لا تنس وضع نصف كيلو من المكياج يومياً كي تسر الناظرين ،،، إمرأة كتلك تقضي جزء كبير من وقتها في التبرج الذي أصبح ضرورة ربما عند بعضهن هل هي قادرة على التفكير دوماً بمشكلة فقهية ما أم بالقاضية الفلانية ماذا كانت تلبس اليوم .
على العكس اليوم تجد أن معظم من أحتل منصب القاضي أصبحن نساء ( الصلح والبداية والاستئناف وكثرن في النقض حسبما سمعت مؤخراً ) .
4- أن يكون دفعك بأنه هناك أيضاً قضاة رجال سيئون (على قناعتي بهذا الواقع) هو دفع غير مقنع ،،، ذلك أننا نريد التخلص من السيئ ولا نريد أن نحمي السيئ المستحدث ونضفي عليه نوع من الشرعية بالدلالة على سوء آخر قديم مستشري بيننا، ولكأن الخطأ الأسبق أصبح قاعدة أو نبراس أو اجتهاد مستقر .
5- بالتأكيد هناك فساد في كافة دول العالم ، حتى في الدول الاسكندنافية التي تفتح المحاكم فيها يوماً واحداً فقط بالسنة ، فإن فيها فساد أيضاً ،،، ولكن ما هي نسبته بالنسبة للفساد لدينا ، ونحن الذين اختارنا وشرفنا الله بأعز رسالة ، ونحن الذين ما فتئنا نفتخر أننا أول من وضع القوانين في التاريخ ، وأننا كنا أصحاب حضارة عندما كان العالم يقتتل بوحشية وهمجية ؟؟ … نحن نسعى للتقدم لا للتقهقر
6- معظم المتقاضين من الناس في مجتمعنا الشرقي ( رغم كل مظاهر التغريب التي تجتاحه ) لا تملئ عيونهم القاضية بقدر ما يملؤها القاضي ، لذا فإن القاضي الرجل هو أدعى لفرض السكينة والاطمئنان في نفس المتاقضين وبالتالي هيبة القضاء ، حتى في معظم بلدان العالم التي توصف حالياً بالانفتاح والتقدم فإن المرأة هناك ما تزال تعاني من التمييز بأكثر مما تعانيه في بلادنا وفي احصائية جرت في الولايات المتحدة أن 90 0/0 من النساء يتمنين لو كن رجالاً لكثرة المضايقات التي يتعرضن لها في الوقت الذي يقومون فيه بأعمال الرجال ، في الوقت الذي لا نمانع نحن فيه من زج المرأة في تجربة أثبت الواقع والإحصائيات فشلها .
أخي العزيز :
المرأة ( من وجهة نظري ) هي من تصنع القاضي على عينها وهي من ترضعه النزاهة من موقعها كأم ، وتقومه على القسط من موقعها كأخت ، وتشد من أزره في موقعها كزوجة ، عندما تكون المرأة كل هذا فإنها هي التي تحكم وابنها أو أخاها أو زوجها يكون فقط ناطقاً لحكم غرسته وأملته هي في وجدانه ، فأرجو أن لا تصمني بالتعصب لأني أرى أنه لو كان المجتمع بشراً فإن المرأة روحه والرجل جسده ، أما القول بأنها نصف المجتمع فهو قول فاسد لأنها غير ذلك ولأنها أعظم من ذلك .
أما عن الاستعاضة عن منصب وزير العدل بمنصب إداري سواه فهو أمر أقر بأني لم أقرأ أو أسمع عنه البتة سابقاً ، وما كنت أنا قد أسلفته كان ارتجالاً كسيحاً متسرعاً يفتقد إلى أقل درجات التبصر ، ولكنه كان مجرد أمنية لم أدرس كيف لها أن تتحقق ، وحسناً أنت فعلت أن أشرت بوجود دراسات تنبع من نفس الفكرة التي تهدف بالمحصلة إلى الفصل بين السلطتين .
على كل حال طالما أن الناس تنتخب رئيس السلطة التنفيذية وتنتحب السلطة التشريعية فما المانع من انتخاب رئيساً للسلطة القضائية وفق إجراءات خاصة ربما تكون أبسط ، وهذه الفكرة أعتقد أنها تتحالف مع الخطأ أكثر منها مع الصواب وربما تكون جديرة بالبحث .
لك ولجميع الأساتذة الأكارم كل الاحترام والتقدير .