بمناسبة الحديث عن هؤلاء اقراوا المقال التالي:
إنهم لا يُعيدون التاريخ... ولكن!... عندما يلبس آل الحريري قَفّاز الأميركان؟
بقلم نبيل أبو جعفر
لا أجزم أن آل الحريري هم الذين أخذوا على عاتقهم تمهيد الطريق لضرب العراق و سهّلوا للاميركان احتلاله في العام 2003.
... ولا أدّعي أنهم هم الذين خطّطوا لاغتيال إبنهم رئيس الوزراء الأسبق، كي يستغلّوا هذا الحدث لقلب الأوضاع في لبنان رأساً على عقب، ويفتحوا المجال لعودة القوى المعادية للعروبة حتى تتحكم به من جديد، كما كانت تتحكم طوال "عهد الاستقلال"وحتى قدوم "النظام الأمني السوري – اللبناني"!!!
ولكنني أجزم أن النتيجة التي آل إليها دور حلفاء أميركا من الرسميين العرب على صعيد تمكين "القوة الأكبر" من ضرب العراق واحتلاله، هي نفس النتيجة التي يحاول آل الحريري أن يؤول اليها دورهم اللاحق لحدث الاغتيال الذي شهده لبنان والذين ما زالوا يضطلعون بمسؤولياته حتى اليوم بإصرار أكثر من السابق!
فحلفاء أميركا من الرسميين العرب لم يستغلّوا – لاحقاً – "احتلال الكويت" للتآمر على العراق، بل جاء "الاحتلال" نتيجة فرضتها سلسلة طويلة من عمليات تآمرهم التي سبقت هذا الحدث بوقت طويل، وللدقة يجدر القول أن عملية "احتلال الكويت" صبيحة الثاني من آب 1990 لم تأتِ فقط كردّ فعل فجائي على استفزازات ومواقف، ولا على ما لحق بالعراق من أضرار مادية ومعنوية ، بل جاءت – إضافة لكل ذلك – بفعل ما توفّر من وثائق رسمية سرّية خرجت من أدراج حلفاء أميركا العرب، وهي تكشف بالتفصيل مدى التخطيط المسبق الذي أعدّه البعض منهم ليوم استهداف العراق، ومنها رسائل متبادلة مع الادارة الاميركية ووكالة المخابرات المركزية طوال العامين اللذين سبقا "الاجتياح" تتحدث عن تدريب عناصر أمنية ومخابراتية لمهمات محدّدة، وعن تبادل زيارات ومعلومات، وترسم كيفية الاستفادة من ظروف الحرب بين العراق وايران لـِ "دهورة" الوضع. وكل ذلك بالأسماء والأرقام، وحتى تبادل أرقام الهواتف الخاصة بتنظيم عملية التوصيل السريع للمعلومات "التي لا تتطلب اتصالات ورقية" كما ورد بالحرف في احدى هذه الوثائق! وللدقة أيضاً يجدر القول أن مثل هذا الاعداد والتنسيق المسبقين لا دليل على وجوده الثابت بين رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري والدولة الأكبر، لكن خطوات آل الحريري التي تلت ذلك جاءت مشابهة الى حدّ كبير لخطوات الذين مهدّوا الطريق للعدوان على العراق ثم احتلاله ً. فَهُم الذين أخذوا على عاتقهم الاستقواء بالأجنبي، وهم الذين عملوا على ضخّ الدم في عروق القوى الانعزالية المعادية للعروبة في لبنان، وهم الذين أسرفوا في الحفاوة بالمحقّقين ورجال "الإف. بي. آي." وغيرهم، وفتحوا بيوتهم وصدورهم للسفير الأميركي ورجالاته كي يصولوا ويجولوا في بلاد الأرز مثلما يريدون، كما فتحوا خزائنهم لتمويل عملية استهداف سورية، بعد أن وجهوا اليها أصابع الاتهام ولمّا لم تتم بعد إدانة أي واحدٍ من أبنائها! وهكذا نرى كيف تم احتلال العراق بالعدوان و"السلبطة"، بعد أن استُقبلتْ القوات الغازية بالأحضان والورود في أكثر من بلد عربي، وقُدّمت لها كل المساعدات والتسهيلات، كما نرى كيف يتمّ اليوم استقبال رجال المخابرات الأميركية بالأحضان والورود والأنخاب في لبنان!
ترى، هل يعيد التاريخ نفسه؟
حتماً لا، ولكن بعض الصفحات فيه تتكرّر وتتشابه الى حدّ التطابق أحياناً، أَلَمْ تتمّ الهجمة على العراق استناداً الى ادعاءات، وبعد عمليات تزوير للحقائق والوثائق، ووفق شهادات شهود من داخل العراق وخارجه ، ثم لما انكشفت الأكذوبة لاحقاً لم يُغيّر ذلك من موقف الأميركان – بالطبع -!
الشيء نفسه يحصل اليوم في لبنان، وعبر" شهود " آخرين يحملون جنسيات متعددة وصفات مختلفة، ويتمّ ذلك بالعدوان والسلبطة، وبفعل "تعاون" الذين يقومون مقام المفتّشين الدوليين – إياهم -، ووسط ضخّ أرقام فلكية من أموال آل الحريري و حلفا ئهم من الرسميين العرب ! والمال في لبنان اليوم – كما كان في الماضي – كفيل بإفساد ما لا يُفسدْ بالنسبة للكثيرين!
.. ومع ذلك ، إنهم لن يعيدوا التاريخ!
نقله للمنتدى المحامي أحمد صالح الحسن