![]() |
محاكمة السيدات المتظاهرات (1)
في يوم 17 تشرين الثاني عام 1934 خرجت نساء دمشق بمظاهرة انطلقت من مسجد الأقصاب وكن يحملن لافتة كتب عليها ( نحن فتيات العرب ليحيى الوطن ليحيى الوطن ) فتصدى لهن رجال الشرطة وتمكنوا من القبض على إحدى عشرة سيدة هن ( زينب عبده الكريدي , بدرية محاسن , نعمت كامل أرضروملي , علية موسى , نديدة الطرابيشي , فريدة مظهر قبرصلي , ميمونة أحمد الصرماياتي , جويدة أمين أسما , حياة فوال , فاطمة صالح أرضروملي , فوزية الفاكياني , وتم سجنهن في دائرة الشرطة وتقديمهن في اليوم التالي لمحكمة بداية الجزاء الأجنبية بتهمة المشاغبة والمظاهرة وإقلاق الراحة العامة والتحريض على العصيان والثورة بموجب قانون قمع الجرائم . وفي 18 تشرين الثاني بدأت المحاكمة برئاسة المسيو ( ليغ ) وعضوية السيدين قسطنطين منسّى والمسيو أنّورة , وممثل النيابة العامة المسيو ( موغان ) بحضور محامي السيدات الأساتذة : منير العجلاني والدكتور سيف الدين المأمون والياس الضباعي , ورزق الله الأنطاكي , وصهيب العطار . بداية طلب الرئيس الهدوء من الحاضرين .. ثم نودي على السيدة فوزية الفاكياني . وسألها الرئيس : هل تعرفين التهمة الموجهة إليك؟ أجابت كلا : الرئيس : يسند إليك أنك اشتركت في مظاهرة غير مسموح بها وأقلقت بعملك هذا الراحة العامة وشتمت الشرطي رقم ( 381 ) وقلت له : أنت بلا شرف وانت لا تعرف إلا أن تبرم شواربك .. وقد وجد معك قداحة ؟ المتهمة : يو .. و .....والعظيم ما قلت له شي من هذا .. الرئيس : القانون يمنحك خمسة ايام لأجل أن تدافعي عن نفسك أو توكلي وكيلاً عنك .. أم تريدين إجراء محاكمتك الآن ؟ أجابت المتهمة : الآن في الوقت الحاضر .. ليش شو عملت .. يتبع إنشاء الله .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ـــ من كتاب المحاكمات السياسية في سورية ــ دار الريس ــ طبعة 2004 تاليف هاشم عثمان |
بعدسماع الشهود , وخاصة من رجال الشرطة طلب الرئيس سماع مطالبة النائب العام , ووقف المسيو موغان وقال : من المؤسف أن نرى هؤلاء الناس يرسلون بناتهم ونساءهم للتظاهر في الطرقات والإخلال بالأمن إن هذا ضرب من النذالة والجبن .... وهنا قاطعه الإستاذ المأمون بغضب وقال : اسجل احتجاجي على ما قال , فالسورييت يفتخرون أن يروا نساءهم يشاركنهم في العاطفة الوطتية وليس في هذا شيء من العار , لأن الأمم الراقية تباهي بمضاهاة نساءها للرجال ومضارعته في كل شيء .ومن مرافعة الأستاذ الضباعي قوله : إن الشعب السوري ليس بحاجة لأن يختفي خلف السيدات ليتظاهر
ولما علم نائب دمشق فخري البارودي ما قاله موغان عن السوريين فقد ارسل للنائب العام كتاباً بواسطة السيدين أديب الصفدي ومنير العجلاني يقول فيه : بما انني نائب سورية ومن واجبي الدفاع عنها داخل وخارج المجلس النيابي وبما انكم أهنتم العرب , والعرب لا ينامون على الضيم , وهم من فجر التاريخ تساعد نساؤهم الرجال في جميه مرافق الحياة .. وتابع .. دخول العرب بلاد الشام من اسباب صمود نساء العرب في تلك الحرب التي قامت بينهم وبين الرومان في موقعة اليرموك , ولولا نساء العرب في تلك الموقعة لبقي الرومان إلى اليوم في بلاد الشام .وطلب الاعتذار على افهانة في نهاية رسالته وانتشر الخبر في دمشق وتناقلته الصحف مما اضطر سلطة الانتداب لمعالجة الأمر , واعتذار المدعي العام في النهاية معتبراً أن الصحف حرفت كلامه .. وزعم أنه قال , أن من يرسل امرأته للمظاهرات وهو مختبئ في الدار فهو جبان أما السوريون فإنهم أبطال في جميع مواقفهم .. . يتبع إنشاء الله .. محاكمة من أشهر المحاكمات التي تتعلق بحرية الرأي في سورية وأكثرها إثارة .. |
الساعة الآن 08:06 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع